شارك نحو 7 ملايين شخص في مختلف أنحاء الولايات المتحدة في احتجاجات واسعة تحت شعار “No Kings” (لا ملوك)، لتسجّل بذلك أكبر مظاهرة في يوم واحد ضد رئيس في السلطة في التاريخ الحديث، وفق تقديرات وسائل إعلام أمريكية.
وشهدت المدن الأمريكية الكبرى، من نيويورك وواشنطن إلى لوس أنجلوس وشيكاغو، بالإضافة إلى آلاف البلدات الصغيرة، خروج حشود ضخمة للتعبير عن رفض ما وصفوه بالنزعة السلطوية المتزايدة لدى الرئيس دونالد ترامب. وبلغ عدد الفعاليات أكثر من (2600) عبر الولايات الخمسين.
ووفق ما أوردته صحف أسوشييتد برس وتايم وواشنطن بوست، اتسمت المسيرات بطابع يجمع بين الاحتجاج والسخرية السياسية، إذ رفع المتظاهرون لافتات ضخمة كتب عليها “نحن الشعب” و*“الديمقراطية لا تُورَّث”*، فيما ارتدى آخرون أزياء رمزية تجسد رفض الحكم الفردي.
وتأتي هذه التظاهرات في وقت تشهد فيه البلاد إغلاقًا جزئيًا للحكومة الفيدرالية، وسط جدل متزايد حول اتساع صلاحيات الرئيس والخلافات بشأن سياسات الهجرة والأمن الداخلي.
وامتدت الاحتجاجات إلى ولايات تقليديًا محافظة مثل تكساس وألاباما، في مؤشر على اتساع نطاق المعارضة السياسية خارج المراكز الحضرية الليبرالية. وأكد المنظمون أن المشاركة الواسعة تعكس “تحولًا في المزاج الشعبي” ورغبة في “الدفاع عن المبادئ الدستورية التي بُنيت عليها الجمهورية الأمريكية”.
في المقابل، وصفت قيادات في الحزب الجمهوري هذه التظاهرات بأنها “تحريضية ومعادية للروح الوطنية”، بينما دافع الديمقراطيون عنها باعتبارها “تعبيرًا مشروعًا عن رفض التسلط ومطالبة بالحفاظ على الديمقراطية”.
ويرى مراقبون أن موجة الاحتجاج الجديدة قد تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي الأمريكي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، في ظل تصاعد الجدل حول توازن السلطات داخل النظام الفيدرالي ومستقبل الديمقراطية الأمريكية.
