أعلنت الهيئة العامة للرقابة المالية المصرية اليوم الاثنين رفضها العرض المقدم من شركة ساجاس للاستثمار الإماراتية للاستحواذ على كامل أسهم شركة السويدي إليكتريك. وذكرت الهيئة أن العرض يفتقر إلى الأسس المالية والاقتصادية الكافية التي تضمن حماية مصالح المساهمين وصغار المستثمرين.
وأشار بيان الرقابة المالية المصرية إلى أن الشركة الإماراتية كانت تعتزم تقديم عرض شراء إجباري مختلط (نقدي أو عبر مبادلة أسهم) بسعر لا يقل عن 65 جنيهًا للسهم الواحد، مع خيار مبادلة الأسهم وفق معامل مبادلة سيتم تحديده لاحقًا. وكان من المقرر تنفيذ الصفقة عبر إصدار أسهم جديدة من ساجاس لصالح المساهمين الراغبين بالمبادلة، مع استكمال الفحص النافي للجهالة ودراسة القيمة العادلة والحصول على الموافقات الرقابية اللازمة.
تُعد شركة السويدي إليكتريك إحدى الشركات الرائدة في مجال حلول الطاقة والبنية التحتية الذكية في مصر، وتأسست عام 1938 قبل أن تُدرج في البورصة المصرية عام 2006. وتمتلك الشركة حضورًا واسعًا على المستوى العالمي، إذ تعمل في أكثر من 110 سوقًا ولديها 48 مكتبًا دوليًا و31 منشأة إنتاج، مع تركيزها على خمسة قطاعات رئيسية تشمل الأسلاك والكابلات، المنتجات الكهربائية، الهندسة والبناء، البنية التحتية الذكية، واستثمارات البنية التحتية. وتُعد عائلة السويدي المساهم الأكبر بنسبة 68.1%، ما يعكس الاستقرار العائلي والإدارة طويلة الأمد للشركة.
وأوضحت الرقابة المصرية أن ساجاس تمتلك بالفعل نحو 18.87% من أسهم السويدي إليكتريك عبر شركة إلكترا إنفستمنت هولدنج، ما يثير شبهة تضارب المصالح ويضعف مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المساهمين. كما أكدت الهيئة أن حداثة تأسيس الشركة الإماراتية وغياب نشاط تشغيلي فعلي وأصول مولدة للإيرادات يجعل تقييم أسهمها في عملية المبادلة غير مستند إلى سجل مالي موثوق.
وأضافت الرقابة أن التفاوض المسبق مع المساهمين الرئيسيين قد يضر بحقوق الأقلية، وأن العرض بصيغته الحالية لا يتماشى مع الاعتبارات الاقتصادية السليمة لعمليات الاستحواذ في السوق المصرية. وشددت على أن حماية حقوق المساهمين وتكافؤ الفرص تبقى أولوية قصوى لأي عملية استحواذ محتملة.
من الناحية المالية حققت السويدي إليكتريك، في 2024 إيرادات بلغت 231.98 مليار جنيه مصري بزيادة 52.5% عن العام السابق، فيما وصل صافي الأرباح إلى 18.84 مليار جنيه بارتفاع 69.1%، مسجلة قيمة سوقية تقارب 166.27 مليار جنيه. ويعكس هذا الأداء القوي قدرة الشركة على التوسع المستمر وتعزيز مكانتها في أسواق الطاقة والبنية التحتية، كما يوفر قاعدة صلبة لدعم خططها الاستثمارية المستقبلية واستقطاب شركاء دوليين في مشاريع استراتيجية.
المصدر: المال



















