ستقبل عميد جامع الجزائر، محمد المأمون القاسمي الحسني، نائب كاتب الدولة البريطاني المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هايميش فالكونر، في لقاء تم خلاله استعراض العلاقات التاريخية بين الجزائر والمملكة المتحدة، بحسب بيان رسمي صدر عن عمادة الجامع يوم الأربعاء.
وأكد القاسمي الحسني، في حضور مساعدي النائب والسفير البريطاني بالجزائر، على عمق الروابط التاريخية بين البلدين، معربًا عن الأمل في تعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة
. وعرّف القاسمي الحسني جامع الجزائر بأنه منارة علمية وصرح حضاري يمثل رسالة الإسلام السمحة، القائمة على التسامح والإحسان، ومنهج الوسطية والاعتدال، مستلهماً من إرث أعلام المسلمين الأفذاذ، أبرزهم الأمير عبد القادر، الذي كان محور محاضرة ألقاها العميد العام الماضي في مركز أوكسفورد للدراسات الإسلامية بحضور دبلوماسيين وأكاديميين وإعلاميين.
وشدد العميد على اهتمام جامع الجزائر بالحوار بين الثقافات من خلال مركز البحث في العلوم الدينية وحوار الحضارات، مؤكدًا أن قيمة الحوار أصيلة في الإسلام. لكنه أعرب عن أسفه لعدم تحقيق الأهداف المنشودة من الحوار الحضاري حتى الآن، معتبراً أن ذلك يعود إلى ازدواجية المعايير التي تتبناها بعض الدول الغربية، مستشهداً بما يجري للشعب الفلسطيني، الذي سُلب منه وطنه وصدرت بشأن قضيته عشرات القرارات الدولية دون تنفيذ فعال.
ودعا القاسمي الحسني إلى إعطاء الحوار أولوية قصوى في الجهود المشتركة، لتحقيق أهداف سامية تتمثل في صيانة القيم الإنسانية المشتركة، التي يشير تراجعها إلى تهديد شامل للمجتمعات البشرية.
من جانبه، أعرب السيد هايميش فالكونر عن سعادته بزيارة الجزائر وجامع الجزائر للمرة الأولى، مشيدًا برؤية العميد حول التعاون المشترك وحوار الحضارات المنشود. وأضاف أن مدينته لينكولن البريطانية، التي ينحدر منها، تفخر بالتعايش الديني، حيث تضم كاتدرائية عريقة ومسجدين، مما يعكس نموذجاً للتعايش الديني والثقافي.


















