استيقظت عفاف أبو عليا صباح يوم 19 أكتوبر لتشارك أحفادها في جمع محصول الزيتون قرب قرية ترمسعيا في الضفة الغربية، لكن هدوء الصباح تبدد عندما سمعت صرخات تحذر من وجود مستوطنين. وفقاً لما أكدت السيدة ومقطع فيديو تحققته رويترز، هاجم ملثمون عفاف واعتدوا عليها بهراوة، ما أسفر عن إصابة عينها اليمنى بكدمات.
ويستمر العنف الذي يمارسه المستوطنون ضد الفلسطينيين في موسم حصاد الزيتون، بينما تحاول الأطراف الدولية تعزيز وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة. منذ بداية الموسم مطلع أكتوبر، وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وقوع 158 هجوماً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، مع زيادة بنسبة 13% مقارنة بالفترة نفسها عام 2024، بحسب مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.
ويرى ناشطون أن المستوطنين يستهدفون أشجار الزيتون لأنها رمز الصمود الفلسطيني وارتباط الفلسطينيين بأرضهم، حيث يتم حرق البساتين وقطع الأشجار وتدمير المنازل والبنية التحتية الزراعية، في كثير من الحالات بدعم أو مشاركة قوات الأمن الإسرائيلية، وفقاً للمسؤولين الفلسطينيين والأمم المتحدة.
يعتبر الزيتون عنصراً أساسياً في الاقتصاد الفلسطيني، إذ يشكل نحو 8% من الناتج المحلي الإجمالي ويتيح أكثر من 60 ألف وظيفة، حسب وزارة الزراعة الفلسطينية. وفي قرية المغير القريبة من ترمسعيا، اضطرت عائلة عفاف للانتقال مؤقتاً لجمع محصولها بعد أن قطع المستوطنون حوالي 500 شجرة زيتون في بستانهم.
ويشير الفلسطينيون إلى أن المستوطنات الإسرائيلية المتنامية بسرعة أدت إلى تقسيم الأرض، رغم اعتبار المجتمع الدولي معظمها غير قانونية بموجب القانون الدولي. ويؤكد الناشطون أن القيود العسكرية وعنف المستوطنين حالا دون وصول القرويين إلى معظم محاصيلهم، ما أثر على دخل العائلات وأدى إلى تأجيل بعض الشباب لدراستهم الجامعية.
ويشارك ناشطون ومتطوعون دوليون في حماية المزارعين، بينما تنسق المزارعون تحذيرات عبر تطبيقات الهواتف عند اقتراب المستوطنين. ورغم تأكيد الجيش الإسرائيلي على ضمان استمرار موسم الحصاد بأمان، يظل الفلسطينيون يشككون في دور الجيش الذي يُتهم بتغاضيه عن بعض الاعتداءات.
يستمر موسم حصاد الزيتون هذا العام وسط توتر متصاعد وعنف متكرر، في وقت يعتبر فيه الزيتون رمزاً حياً لارتباط الفلسطينيين بأرضهم وصمودهم الثقافي والاقتصادي.
المصدر: رويترز


















