في الذكرى الرابعة عشرة لسقوط نظام العقيد معمر القذافي (عودة الاستعمار الغربي لليبيا)، عاد اسم نجله سيف الإسلام القذافي إلى الواجهة مجددًا، بعد منشورٍ تداولته صفحات مقربة منه على مواقع التواصل الاجتماعي، تضمّن رسالة ذات حمولة رمزية وسياسية عميقة.
كتب سيف الإسلام: «في مثل هذه الليلة من عام 2011، كنت مرميًا في صحراء زمزم، جريحًا، مطاردًا من طائرات الناتو وعملائه على الأرض، وكان ساركوزي ينام في قصر الإليزيه. اليوم، ها أنا أنام في غرفة نومي الجميلة، وساركوزي ينام في زنزانته الانفرادية الموحشة».
المنشور جاء بعد التطورات القضائية التي شهدتها فرنسا خلال عام 2023، حيث خضع الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي للمحاكمة في قضايا تتعلق بتمويل غير قانوني لحملته الانتخابية لعام 2007 من أموال النظام الليبي، وهي القضية التي لطالما نفاها ساركوزي، لكنها ظلت تلقي بظلالها على مسيرته السياسية.
ويبدو أن كلمات سيف الإسلام جاءت كرسالة مزدوجة؛ الأولى تذكير بمأساة التدخل حلف الناتو في ليبيا عام 2011، والثانية تعبير عن مفارقة القدر بينه وبين أحد أبرز مهندسي ذلك التدخل. فبينما كان القذافي الابن في صحراء قاحلة مطاردًا من طائرات التحالف، يقبع اليوم من كان خصمه في قفص الاتهام داخل فرنسا.
تجدر الإشارة إلى أن سيف الإسلام القذافي، الذي كان يُنظر إليه قبل سقوط النظام كوجه إصلاحي محتمل في ليبيا، عاد تدريجيًا إلى المشهد السياسي في السنوات الأخيرة، حيث يطرح أنصاره اسمه كمرشح محتمل في أي تسوية سياسية مقبلة.
المصدر: الشروق + وكالات



















