فرنسا لن تعتذر…فيليب تابارو ابن “الجيش السري” الذي يتحدث بلسان أبيه

أثارت تصريحات وزير النقل الفرنسي، فيليب تابارو، حول فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن أعلن يوم الجمعة 24 أكتوبر رفضه القاطع لأي اعتذار فرنسي للجزائر عن الحقبة الاستعمارية.

وقال تابارو في مقابلة مع قناة “سي نيوز”: “لسنا مطالبين بالاعتذار لا عن الماضي ولا عن الحاضر”، وهي عبارة أشعلت موجة من الانتقادات داخل فرنسا وخارجها، خاصة في ظل المساعي الجارية لتهدئة العلاقات بين باريس والجزائر بعد الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة التي اندلعت صيف 2024.

ويُذكر أن الوزير المنتمي إلى حزب الجمهوريين هو نجل روبرت تابارو، أحد قادة منظمة الجيش السري الارهابية (Organisation de l’Armée Secrète – OAS) في وهران.

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الجيش السري (OAS) كانت منظمة إرهابية فرنسية تأسست عام 1961 لمنع استقلال الجزائر عن فرنسا. وتُعتبر من أوائل التنظيمات التي استخدمت السيارات المفخخة كوسيلة للهجوم، حيث نفّذت في 2 ماي 1962 تفجيرًا أمام مركز توظيف عمال الميناء في الجزائر العاصمة، أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

أما في مدينة وهران، فقد ارتكبت المنظمة مجازر عدة، أبرزها مجزرة “الطحطاحة” في 28 فيفري 1962، حين فجّرت سيارة مفخخة وسط تجمع للمدنيين، في أول عملية من نوعها في العالم العربي وإفريقيا، مخلفةً عشرات الضحايا وموجة من الرعب والدمار.

وقد علّق النائب عن حزب “فرنسا الأبية”، توماس بورتيس، على تصريحات الوزير قائلًا: “فيليب تابارو هو ابن روبرت تابارو، أحد مؤسسي جبهة الجزائر الفرنسية وقادة منظمة الجيش السري في وهران. الاستعمار بالنسبة له قضية عائلية”، في إشارة إلى الخلفية التاريخية التي قد تفسّر مواقفه الرافضة لأي مراجعة للماضي الاستعماري.

 

Exit mobile version