أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، ياسين المهدي وليد، اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة، أن الجزائر أطلقت مسارًا جديدًا يهدف إلى إحداث تحول نوعي في القطاع الفلاحي من خلال إدماج العلم والتكنولوجيا والابتكار في المنظومة الإنتاجية.
وخلال افتتاح المؤتمر الوطني حول عصرنة الفلاحة بالمركز الدولي للمؤتمرات، شدد ياسين المهدي وليد على أن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب “ثورة فلاحية حقيقية” تقوم على العقلنة العلمية واستعمال التقنيات الحديثة، مبرزًا أن الجزائر لا تستغل سوى 8.5 مليون هكتار من أراضيها الصالحة للزراعة، أي ما يعادل 3.6 بالمائة فقط من المساحة الإجمالية للبلاد، رغم أن القطاع يساهم بـ 14.5 بالمائة من الناتج الداخلي الخام ويوفر أكثر من 2.6 مليون منصب شغل.
وأوضح وليد أن الهدف في شعبة الحبوب هو رفع المردودية إلى 35 قنطارًا للهكتار خلال السنوات الخمس المقبلة، عبر استعمال البذور المحسّنة والزراعة الدقيقة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن المعدل الحالي لا يتجاوز 18 قنطارًا. كما شدد على ضرورة تحسين تسيير الموارد المائية، حيث لا يتم استغلال سوى 7 بالمائة من التساقطات السنوية المقدرة بـ100 مليار متر مكعب، داعيًا إلى توسيع استعمال تقنيات السقي بالتقطير والمياه المعالجة.
وأضاف الوزير أن قطاعه يعمل على إنشاء نظام معلوماتي وطني موحد يعتمد على بيانات دقيقة، مع توظيف الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار لمتابعة النشاط الزراعي. كما دعا إلى استغلال إمكانيات الزراعة الصحراوية التي تتيح مليون هكتار قابل للاستغلال، إلى جانب 20 مليون هكتار من الهضاب العليا القابلة للرعي وزراعة الأعلاف.
وختم وليد بالتأكيد على أن الجزائر تملك كل المقومات لتصبح قوة فلاحية إقليمية، مشيرًا إلى أن الطموح هو بناء نموذج فلاحي ذكي ومستدام قادر على تلبية حاجيات “جزائر 65 مليون نسمة” وتعزيز الصادرات الزراعية عالية القيمة المضافة.
المصدر: واج


















