تطرّق تقرير لموقع “Algérie Patriotique” إلى التحوّل المفاجئ في الموقف الأمريكي من قضية الصحراء الغربية، بعد أسابيع من التحركات الدبلوماسية المكثفة التي سبقت جلسات مجلس الأمن. وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تسعى إلى فرض مشروع قرار يعتبر الخطة المغربية للحكم الذاتي الأساس الوحيد لأي تسوية سياسية، غير أن هذه المحاولة ـ التي وُصفت بالمنحازة ـ واجهت رفضًا واسعًا من عدة عواصم أوروبية وإفريقية، ما دفع واشنطن إلى التراجع عن هذا المسعى واعتماد موقف أكثر توازنًا في صيغته الجديدة.
وأوضح التقرير أن هذا التراجع الأمريكي جاء نتيجة ضغوط دبلوماسية متقاطعة من قوى كبرى، على غرار روسيا والصين، اللتين كانتا تستعدان لاستخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرار يكرّس الموقف المغربي. وأضاف أن البيت الأبيض أدرك أن مشروعه كان محكومًا عليه بالفشل قبل طرحه رسميًا للتصويت، خصوصًا في ظل تدهور صورة واشنطن على الساحة الدولية عقب المجازر في غزة التي وُصفت بأنها تمت بتغطية أمريكية متواصلة.
وبحسب المعطيات التي أوردها الموقع، فقد اختارت الإدارة الأمريكية إعادة صياغة مشروع القرار بطريقة تُبقي على موقفها التقليدي دون الانحياز الصريح للرباط، إذ بات النص الجديد يشير إلى الخطة المغربية بوصفها “إحدى الحلول الممكنة” وليس “الوحيدة”، في إطار البحث عن تسوية سياسية عادلة ودائمة. وبهذا التحول، يكون الملف الصحراوي قد عاد فعليًا إلى حالة الجمود السابقة، دون أي أفق واضح لتقدّم ملموس في المفاوضات.
ويرى التقرير أن هذا الموقف يعكس فشل المقاربة الأمريكية القائمة على فرض الأمر الواقع، مبرزًا أن سياسة ترامب الخارجية ما زالت تتسم بالرغبة في الاستعراض السياسي أكثر من بناء استراتيجية متماسكة. كما أن ردود الفعل داخل مجلس الأمن، التي أجمعت على رفض “الهيمنة الدبلوماسية” الأمريكية، جعلت واشنطن تدرك حدود قدرتها على فرض رؤيتها في الملفات المعقدة مثل قضية الصحراء الغربية.
ويخلص التقرير إلى أن الأمم المتحدة تواصل بدورها الدوران في الحلقة المفرغة ذاتها، مكتفية بتمديد مهمة بعثة المينورسو دون تحقيق أي تقدم فعلي في مسار السلام، في وقت تزداد فيه الدعوات إلى إصلاح عميق لآليات المنظمة الأممية التي باتت عاجزة عن فرض قراراتها.
واعتبر الموقع أن الرجوع الأمريكي إلى الحذر الدبلوماسي بعد محاولة فرض رؤية أحادية، يشكّل في النهاية صفعة سياسية للنظام المغربي الذي كان يأمل في تحويل دعم واشنطن إلى مكسب نهائي في الملف الصحراوي. لكنه، بدل ذلك، وجد نفسه أمام عودة إلى نقطة الصفر، حيث لا جديد يلوح في الأفق سوى استمرار الجمود والانتظار تحت سقف الأمم المتحدة.



















