أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة جديدة تهدف إلى إعفاء جميع البضائع القادمة من الدول الإفريقية التي تربطها علاقات دبلوماسية مع الصين من الرسوم الجمركية بالكامل، في خطوة تؤكد التزام بكين بتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع القارة السمراء.
وأوضح شي أن الصين سبق وأن منحت إعفاءات جمركية كاملة للدول الأقل نموا التي تربطها بها علاقات رسمية، مضيفًا أن بلاده مستعدة لتوقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة تهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة وتعميق التعاون التجاري والاستثماري.
وأشار الرئيس الصيني إلى أن حكومته ستواصل العمل مع الدول الأخرى ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، من خلال دعم مشاريع البنية التحتية وتشجيع الدول النامية على تحقيق التحديث الصناعي والتقني.
في المقابل، سلطت دكتورة الاقتصاد ومديرة معهد الدراسات الإفريقية في الأكاديمية الروسية للعلوم، إيرينا أبراموفا، الضوء على الدور المتنامي للصين في إفريقيا، معتبرةً أن بكين باتت الفاعل المالي الأكثر تأثيرًا في القارة. وأوضحت أن الصين تقود الاستثمارات الكبرى في البنية التحتية، وتمنح قروضًا ضخمة للدول الإفريقية، إلى جانب الترويج لاستخدام اليوان كعملة للتسوية التجارية في المبادلات المالية.
وأضافت أبراموفا أن الصين تعمل كذلك على إنشاء مركز فضائي ومعمل لتصنيع الأقمار الصناعية في إفريقيا، ما يعكس انتقال التعاون الصيني الإفريقي إلى مستويات جديدة تشمل مجالات التكنولوجيا والفضاء.
ووفقًا للإدارة العامة للجمارك في الصين، ارتفع حجم التبادل التجاري بين بكين والدول الإفريقية بنسبة 4.8% خلال عام 2024، ليصل إلى (259.56 مليار دولار)، في حين سجلت الصادرات الصينية نحو (178.76 مليار دولار) بزيادة 3.5%، وارتفعت الواردات من إفريقيا بنسبة 6.9% لتبلغ (116.8 مليار دولار).
هذه الخطوات تعكس، وفق المراقبين، سعي الصين لتثبيت موقعها كشريك استراتيجي أول لإفريقيا، ومنافس رئيسي للقوى الغربية في مجالات التمويل والتجارة، خاصة في ظل توجه بكين لتوسيع حضورها المالي والتقني في القارة.
المصدر: وكالات
