الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة وينهي برنامج التشديد الكمي

أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمس الخميس عن خفض سعر الفائدة على الدولار الأمريكي بربع نقطة مئوية، ليصبح المعدل الأساسي 4.00٪ بدلاً من 4.25٪، في ثاني خفض متتالي هذا العام. وجاء القرار متوقعًا على نطاق واسع، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي الناتجة عن إغلاق الحكومة الأمريكية وتأخر صدور معظم البيانات الاقتصادية الرئيسية.

كما أعلن الفيدرالي أنه سيُنهي عملية تقليص حيازاته من الأصول، المعروفة باسم التشديد الكمي (QT)، اعتبارًا من 1 ديسمبر المقبل. ويأتي هذا الإجراء بعد أن قلّص البنك حوالي 2.3 تريليون دولار من محفظته من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري، مما أثر على أسواق الإقراض قصيرة الأجل.

في بيان عقب الاجتماع، قالت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إن المؤشرات الاقتصادية المتاحة تشير إلى توسع النشاط الاقتصادي بوتيرة معتدلة، مع تباطؤ نمو الوظائف وارتفاع طفيف في معدل البطالة، رغم بقائه منخفضًا. وأكد الفيدرالي أن التضخم السنوي لا يزال أعلى من الهدف المحدد عند 2٪، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك الأسبوع الماضي 3٪، مدفوعًا بارتفاع أسعار الطاقة وبعض السلع الأخرى.

وتعكس القرارات التحدي الذي يواجهه الفيدرالي في الموازنة بين تحقيق التوظيف الكامل والحفاظ على استقرار الأسعار، خصوصًا في ظل نقص البيانات الاقتصادية بسبب الإغلاق الحكومي. وأشارت اللجنة إلى أن مخاطر سوق العمل قد ازدادت في الأشهر الأخيرة، بينما تظل الضغوط التضخمية مستمرة.

إلى جانب ذلك، سيعيد الاحتياطي الفيدرالي استثمار العائدات المستحقة من الأوراق المالية قصيرة الأجل، ما يقلل مدة محفظته الكلية ويخفف تأثير التشديد الكمي على الأسواق المالية.

ردود الفعل في الأسواق العالمية كانت فورية، إذ من المتوقع أن يؤدي القرار إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، وارتفاع أسعار الذهب والنفط والعملات الرقمية المشفرة. فالخفض في الفائدة يقلل جاذبية الاستثمار بالدولار، بينما يتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب، وتستفيد أسعار النفط من ضعف الدولار، مما يجعل الخام أرخص للمشترين العالميين. كما يُتوقع أن تشهد الأصول الرقمية مثل البيتكوين موجة صعود، مدفوعة بزيادة السيولة وانخفاض تكلفة التمويل.

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن استمرار الفيدرالي في خفض الفائدة خلال العام المقبل سيعزز هذه الاتجاهات، مع استفادة الذهب والنفط والعملات المشفرة، مقابل تراجع تدريجي في قوة الدولار الأمريكي.

المصدر: RT

 

Exit mobile version