تركيا تحدد 2026 موعدًا لبدء إنتاج الكهرباء في محطة “أكويو” النووية

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أن أول مفاعل في محطة “أكويو” النووية سيبدأ في إنتاج الكهرباء خلال العام المقبل 2026، مؤكداً أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية في مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على الواردات.

وأوضح بيرقدار، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام التركية، أن التجارب التقنية للمفاعل الأول وصلت إلى مراحلها النهائية، مشيراً إلى أن الأعمال في المفاعلات الثلاثة الأخرى تسير وفق الجدول الزمني المحدد. وأكد أن تشغيل المفاعل الأول سيكون “حدثاً تاريخياً” في مسيرة تركيا نحو التحول إلى دولة مُنتجة للطاقة النووية.

وأشار الوزير إلى أن مشروع محطة “أكويو”، الذي يُنفذ بالتعاون مع شركة “روس آتوم” الروسية، يُعد من أكبر مشاريع البنية التحتية في البلاد، باستثمارات تصل إلى أكثر من (20 مليار دولار). وتهدف المحطة إلى تزويد ما يقارب 10% من احتياجات تركيا السنوية من الكهرباء عند دخولها الخدمة بالكامل.

وأضاف بيرقدار أن المشروع لا يمثل فقط تقدماً في مجال الطاقة، بل أيضاً خطوة نحو تعزيز القدرات التقنية التركية، إذ تم تدريب مئات المهندسين الأتراك في روسيا، ضمن اتفاقيات التعاون الثنائي لتطوير الكفاءات الوطنية في مجال الطاقة النووية السلمية.

في المقابل، لاقت تصريحات الوزير التركي اهتماماً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية داخل تركيا وخارجها، حيث رأت تقارير إعلامية أن تشغيل محطة “أكويو” سيمنح أنقرة موقعاً استراتيجياً جديداً في سوق الطاقة الإقليمي، خصوصاً في ظل تنامي الطلب على الكهرباء في منطقة شرق المتوسط.

ويُتوقع أن تُحدث المحطة النووية، بعد اكتمال تشغيلها بأربعة مفاعلات، تحولاً مهماً في مزيج الطاقة التركي، الذي يعتمد حالياً على الغاز الطبيعي بنسبة تفوق 30%. كما ستُسهم في خفض انبعاثات الكربون وتقليص فاتورة استيراد الطاقة التي تتجاوز (40 مليار دولار سنوياً).

وتقع محطة “أكويو” في ولاية مرسين على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وقد بدأ إنشاؤها سنة 2018 في إطار اتفاق بين أنقرة وموسكو يمتد لستين عاماً. وتُعد هذه المحطة أول مشروع نووي من نوعه في تركيا، إذ تم تصميمها وفق أحدث المعايير الدولية للسلامة والأمان النووي.

المصدر: وكالة الأناضول

Exit mobile version