حذرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من سقوط مئات القتلى المدنيين والمحتجزين في مدينة الفاشر بالسودان، عقب سيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية على المدينة، التي كانت آخر معقل كبير للجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد حصار دام 18 شهرًا.
وقال المتحدث باسم المفوضية، سيف ماجانجو، إن تقديرات القتلى تشمل المدنيين والمقاتلين العزل خلال الهجوم وطرق الفرار منه، إضافة إلى الأيام التي أعقبت السيطرة على المدينة.
هذا واشارت تقارير خبراء الأمم المتحدة في وقت سابق إلى أن الإمارات قد تكون ضخت عشرات الملايين من الدولارات لدعم قوات الدعم السريع (RSF) في السودان عبر مسارات مالية وتجارية، أبرزها تجارة الذهب من مناطق تحت سيطرة الفصيل شبه العسكري. ووفق بيانات رسمية، تُقدر كمية الذهب التي تم تصديرها من مناطق سيطرة RSF خلال عام 2024 بما يزيد عن 70 طنًا، كان جزء كبير منها يمر عبر الإمارات، ما يعكس وجود علاقة اقتصادية ملموسة مع الفصيل.
وأشار إلى شهادات حول عمليات إعدام دون محاكمة وقتل جماعي، فضلاً عن حالات اغتصاب جماعي لأكثر من 25 امرأة في مأوى للنازحين قرب الجامعة، تحت تهديد السلاح، ما أجبر حوالي مئة أسرة على الفرار وسط إطلاق النار والترهيب.
وأضاف ماجانجو أن عشرات الآلاف من سكان الفاشر فروا من المدينة، وأن بعض الشهادات حول الفظائع جاءت من ناجين اضطروا للسير لأيام للوصول إلى مناطق آمنة. في المقابل، رفضت قوات الدعم السريع الاتهامات الموجهة إليها ووجهت اتهامات مماثلة ضد الجيش السوداني.
من جهة أخرى، وثقت الشهادات الواردة لمجلس حقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع استولت على مئات المركبات والمعدات العسكرية الخفيفة والثقيلة خلال عملياتها في دارفور، وبعضها وصل إلى الأسواق الإقليمية. كما أفادت التقارير بأن عدد المقاتلين الذين يتلقون دعمًا مباشرًا أو غير مباشر من دولة الامارات قد يصل إلى 25 ألف عنصر، ما يضاعف قدرة الفصيل على السيطرة على مناطق واسعة ويزيد من خطورة النزاع على المدنيين.
المصدر: وكالات
