تحث عنوان “عمّار بن جامع يهاجم الإماراتي محمد بن زايد…راعٍ المجازر في السودان” تطرق تقرير موقع “الجييري باتريوتيك” إلى تصاعد التوتر بين الجزائر وأبوظبي على خلفية الأزمة الإنسانية في السودان، مسلطًا الضوء على خطاب ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، بن جامع، الذي دان فيه بأشد العبارات الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع في مناطق متعددة من السودان. وأشار التقرير إلى أن الجزائر لم تذكر أي دولة مباشرة، لكنها ألمحت إلى الأطراف التي “تغذي الحرب بدلًا من دعم السلام”، في إشارة واضحة إلى الدعم الإماراتي للميليشيات بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حمّيتي”.
وجاءت هذه التصريحات في وقت حرج بالنسبة للسودان، حيث يشهد البلد تدهورًا حادًا في الوضع الإنساني، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى تأجيل التصويت على مشروع قرار مهم يتعلق بالصحراء الغربية، في ظل تضارب الأولويات على الساحة الدولية. ويُفهم من التقرير أن الجزائر تعتبر هذه الخطوة بمثابة تأكيد على ضرورة إعادة ترتيب الأولويات الإنسانية والسياسية في القضايا الإقليمية.
كما أبرز التقرير أن تصريحات بن جامع جاءت بعد أيام من حديث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أشار إلى أن “جميع دول الخليج صديقة للجزائر، باستثناء دولة واحدة”، في ما فُهم على نطاق واسع أنه إشارة غير مباشرة إلى النظام في أبوظبي بقيادة محمد بن زايد. ويعكس هذا الموقف استمرار الجزائر في نهجها الدبلوماسي الذي يرفض أي تدخل خارجي يسعى لزعزعة استقرار المنطقة، ويؤكد دعمها لمبادئ سيادة الدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها دون تدخلات خارجية.
وأشار التقرير إلى أن الجزائر ترى في السياسات الإماراتية في إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا واليمن والسودان، وكذلك في مسألة التطبيع مع إسرائيل، تهديدًا لاستقرار المنطقة، معتبرة أن أبوظبي تسعى من خلال هذه السياسات إلى توسيع نفوذها الإقليمي على حساب مصالح الشعوب والدول. وتابع التقرير أن خطاب بندجامة أمام مجلس الأمن يمثل رسالة سياسية واضحة، مفادها أن الجزائر ستواصل الدفاع عن استقلالية القرار الوطني ومناهضة أي محاولات لاستغلال الأزمات الأفريقية لتحقيق أهداف نفوذية.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن التداخل بين الأزمات الأفريقية المختلفة داخل مجلس الأمن الدولي يعكس مدى تعقيد الأولويات وتعدد المصالح، بما في ذلك بين الدول العربية نفسها، ما يجعل من معالجة القضايا الإنسانية والسياسية تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا.



















