شهد عام 2025 ارتفاعًا غير مسبوق في عدد المليارديرات حول العالم، إذ تجاوز عددهم للمرة الأولى حاجز 3,000 ملياردير، بإجمالي ثروة تُقدّر بنحو 16.1 تريليون دولار، وفقًا لتقرير حديث صادر عن بنك “يو بي إس” السويسري ومنصات اقتصادية عالمية.
و جائت قائمة لأكثر 10 دول من حيث عدد المليارديرات (2025):
- الولايات المتحدة – 902 ملياردير | ثروة إجمالية: 5.2 تريليون دولار
- الصين – 406 مليارديرات | ثروة إجمالية: 2.8 تريليون دولار
- الهند – 220 ملياردير | ثروة إجمالية: 850 مليار دولار
- ألمانيا – 180 ملياردير | ثروة إجمالية: 700 مليار دولار
- المملكة المتحدة – 146 ملياردير | ثروة إجمالية: 560 مليار دولار
- روسيا – 120 ملياردير | ثروة إجمالية: 480 مليار دولار
- هونغ كونغ – 115 ملياردير | ثروة إجمالية: 430 مليار دولار
- البرازيل – 80 ملياردير | ثروة إجمالية: 320 مليار دولار
- كندا – 75 ملياردير | ثروة إجمالية: 290 مليار دولار
- فرنسا – 73 ملياردير | ثروة إجمالية: 280 مليار دولار
وتشير البيانات إلى أن وتيرة خلق الثروة تسارعت خلال العقد الأخير رغم التقلبات الاقتصادية، إذ تضاعفت ثروات المليارديرات منذ عام 2015، مدفوعة بالنمو الهائل في قطاعات التكنولوجيا والطاقة والتمويل.
يُظهر التقرير أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر المشهد المالي العالمي، حيث يسيطر مليارديراتها على أكثر من ثلث إجمالي الثروات الخاصة الكبرى في العالم. أما الصين، فرغم التراجع النسبي في عدد الأثرياء الجدد بسبب تباطؤ الاقتصاد، إلا أنها تبقى ثاني أكبر مركز لتكوين الثروة الفردية.
في المقابل، تواصل الهند تقدمها السريع بفضل توسع قطاع التكنولوجيا المالية والطاقة المتجددة، لتصبح ثالث أكبر موطن للمليارديرات في العالم.
ورغم النمو في عدد الأثرياء، تشير تقارير الأمم المتحدة والبنك الدولي إلى اتساع الفجوة بين الطبقات الغنية والفقيرة، إذ يمتلك 1٪ من سكان العالم أكثر من 45٪ من الثروة العالمية.
ويحذر خبراء الاقتصاد من أن استمرار هذا الاتجاه قد يُعمّق الأزمات الاجتماعية في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، خاصة مع تصاعد أزمات الديون وارتفاع تكاليف المعيشة.
المليارديرات العرب: 38 ثريًا يهيمنون على 128 مليار دولار
و كشف تقرير عن استمرار تركّز الثروة في أيدي عدد محدود من الأفراد في العالم العربي، حيث بلغ عدد المليارديرات العرب 38 شخصًا في 2025، بإجمالي ثروة يُقدّر بنحو 128.4 مليار دولار. وتشير هذه الأرقام إلى أن الثروة في المنطقة العربية لا تزال مركزة في فئة صغيرة، بينما يشهد الاقتصاد العام تحديات كبيرة تتعلق بالنمو وتوزيع الدخل.
وفقًا لتقرير Forbes Middle East لعام 2025، تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية من حيث عدد المليارديرات، بعدد 15 مليارديرًا وثروة تقدر بـ 55.8 مليار دولار. تلتها الإمارات العربية المتحدة بعدد 5 مليارديرات وثروة تبلغ نحو 24.3 مليار دولار، فيما سجلت مصر أيضًا 5 مليارديرات بإجمالي 20.6 مليار دولار.
ولعب لبنان دورًا بارزًا رغم أزماته الاقتصادية، إذ وصل عدد مليارديراتها إلى 6 أشخاص بثروة إجمالية تبلغ نحو 12.3 مليار دولار. أما قطر فقد ضمت 2 ملياردير بقيمة 5.8 مليار دولار، بينما المغرب سجل 3 مليارديرات بإجمالي 4.7 مليار دولار. من جهة أخرى، سجلت الجزائر وعُمان كل منها مليارديرًا واحدًا بثروة تتراوح بين 1.9 و3 مليارات دولار.
توضح هذه البيانات أن الثروة في العالم العربي تركّز في عدد قليل من الدول والفئات، ما يسلط الضوء على التفاوت الكبير بين الأغنياء وبقية السكان. كما يُظهر التقرير أن أغلب هؤلاء الأثرياء يستمدون ثرواتهم من قطاعات العقارات والطاقة والخدمات المالية، إضافة إلى التكنولوجيا الحديثة والاستثمارات المتنوعة.
وعلى الرغم من أن العدد الإجمالي للمليارديرات العرب محدود مقارنة بالدول الكبرى عالميًا، إلا أن تأثيرهم الاقتصادي والسياسي كبير، إذ تمتلك هذه الفئة الصغيرة ثروة توازي حجم الناتج المحلي لبعض الدول العربية الصغيرة، مما يبرز الحاجة إلى سياسات لإعادة توزيع الثروة وتعزيز الشمول الاقتصادي.
يبقى التركيز على هذه الفئة ذا أهمية لمتابعة تحولات الاقتصاد العربي والعالمي، خاصة مع تزايد دور الاستثمارات العابرة للحدود والتكنولوجيا الرقمية في توليد الثروات الجديدة. ومن المتوقع أن يواصل بعض هؤلاء الأثرياء لعب دور محوري في تنمية الأسواق الناشئة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.
