أثار فوز الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله بـ”جائزة نيُوستاد العالمية للآداب” لعام (2026) نقاشًا واسعًا في الأوساط الثقافية العربية، بعد أن اعتبر بعض المثقفين أن الجائزة «مرتبطة بإسرائيل» بسبب مشاركة كاتبة إسرائيلية ضمن لجنة التحكيم.
و نال إبراهيم نصر الله، وهو روائي وشاعر فلسطيني-أردني، جائزة “جائزة نيُوستاد العالمية للآداب” لعام (2026) تقديرًا لمسيرته الطويلة وأعماله التي تمزج بين الذاكرة والتاريخ والخيال، وقد عبّرت الجهة المنظمة عن اعتزازها بتكريمه بوصفه “صوتًا أدبيًا عالميًا”.
ويتعلق الأمر بالكاتبة الإسرائيلية مايا أراد ياسور، عضو لجنة تحكيم “جائزة نيُوستاد”، إلى جانب وجود أسماء إسرائيلية سابقة ضمن قائمة المرشّحين، مثل يهودا أميشاي. ورغم أن الجائزة تُمنح من جامعة أوكلاهوما الأميركية وتُعد من أبرز الجوائز الأدبية في العالم، فإن الجدل حولها تجاوز بعدها الأدبي إلى البُعد السياسي، خاصة في ظلّ حساسية العلاقة الثقافية العربية مع إسرائيل.
وطالب مثقفون فلسطينيون الكاتب نصر الله بـ”مراجعة موقفه” و”عدم قبول الجائزة” ما لم تتضح طبيعة مشاركة الجانب الإسرائيلي في إدارتها، بينما رأى آخرون أن الانسحاب من الجوائز لا يغيّر من واقع الهيمنة الثقافية الغربية.
ويثير هذا الجدل أسئلة أعمق حول العلاقة بين الأدب والسياسة، وحول قدرة الجوائز العالمية على الحفاظ على حيادها في عالم تتقاطع فيه الهويّات والانتماءات. فهل يمكن للأدب أن يبقى بعيدًا عن سياقات الصراع، أم أن الجوائز نفسها أصبحت جزءًا من مشهد أوسع لا يخلو من الرموز والمعاني السياسية؟
من جهته، لم يُصدر نصر الله بيانًا رسميًا بخصوص الجدل الدائر، بينما لم تؤكد أي جهة وجود ارتباط مؤسساتي بين الجائزة وإسرائيل، باستثناء مشاركة المحكّمة الإسرائيلية مايا آراد، وهو ما اعتبره البعض أمرًا طبيعيًا ضمن الطابع الدولي للجائزة.
جدير بالذكر أن “جائزة نيُوستاد العالمية للآداب” (Neustadt International Prize for Literature) تعد من أبرز الجوائز الأدبية في العالم، تُمنح كل عامين من جامعة أوكلاهوما الأميركية ومجلة World Literature Today. وتُلقّب أحيانًا بـ”نوبل الصغيرة” نظرًا لمكانتها الدولية، إذ كرّمت منذ تأسيسها عام 1970 عددًا من أبرز الأدباء العالميين، بينهم غابرييل غارسيا ماركيز وشيموس هيني. تُمنح الجائزة بناءً على ترشيحات من كُتّاب ونقّاد من مختلف أنحاء العالم، وتُقدَّر قيمتها بـ(50 ألف دولار أميركي).
المصدر : وكالات + الصحفي



















