أشاد باحثون وأكاديميون، في ندوة بعنوان “دولة الأمير عبد القادر الجزائرية الحديثة، ميراث مستمر”، بشجاعة وعبقرية الأمير عبد القادر، الذي جمع بين الفكر والسلاح في مقاومة الاستعمار الفرنسي، مؤكدين أن إرثه لا يزال حاضرًا في الذاكرة الوطنية والإنسانية.
الندوة دولة الأمير عبد القادر الجزائرية التي نظمت هذا الأحد، على هامش الطبعة الـ28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، سلّطت الضوء على جوانب متعددة من شخصية الأمير، الذي وُصف بأنه أحد أنبل الرجال العرب في القرن التاسع عشر.
وأوضح الأستاذ جمال يحياوي أن الأمير عبد القادر (1808-1883) جسّد نموذج القائد الفذ الذي جمع بين الحنكة السياسية والعسكرية والفكر الإنساني العميق، إذ أسّس دولة حديثة بجيش نظامي وهيكل مؤسساتي متكامل، متحديًا آلة الاحتلال الفرنسي في أكثر من مئة معركة.
من جانبه، أبرز الأستاذ بويجرة بشير محمد أن عبقرية الأمير تعود إلى خلفيته الصوفية في الزاوية القادرية، التي صاغت شخصيته الروحية والوطنية، مشيرًا إلى أن حكمته وحسن تدبيره جعلا منه رمزًا لدولة نالت اعتراف العالم آنذاك.
أما الأستاذ مصطفى خياطي، فنوّه بالجانب المؤسساتي لدولة الأمير التي أرست أسس السيادة الوطنية عبر العلم والعملة والهيئات الاستشارية والإدارة المحلية والقضاء، إضافة إلى إنشاء صناعة عسكرية ومراكز اتصال عزّزت استقلالية القرار الوطني.
كما اعتبر الباحث عابد سلطانة أن مقاومة الأمير كانت “استثنائية بكل المقاييس”، إذ جمعت بين الحكمة والشجاعة والتنظيم، وأسست لمشروع حضاري واجتماعي متكامل، يبرهن أن نضال الأمير لم يكن فقط عسكريًا بل فكريًا وإنسانيًا أيضًا.
وتوقف المتدخلون عند مسيرة الأمير من نشأته ومبايعته، إلى مقاومته ثم إقامته في بلاد الشام، مؤكدين أن فكره ما يزال مصدر إلهام للأجيال الجديدة في فهم معاني الدولة والسيادة والكرامة الوطنية.
المصدر: وأج
