تطرّق تقرير لموقع أوراس إلى الجدل الذي أثاره تصرف السفير المغربي عمر هلال داخل أروقة الأمم المتحدة، بعد قيامه بحجب العلم الجزائري خلال ندوة صحفية عقب صدور قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية. وأشار التقرير إلى أن الحادثة لم تمرّ مرور الكرام في الجزائر، حيث وُصفت بأنها تصرّف استفزازي ومتعمد يمسّ الرموز الوطنية، ويعكس مستوى التوتر القائم بين البلدين رغم الخطاب التهدوي الذي وجّهه الملك محمد السادس مؤخرًا.
وأضاف المصدر أن الفيديو الذي وثّق الواقعة انتشر على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي، مثيرًا ردود فعل غاضبة ومستنكرة من شخصيات سياسية وإعلامية جزائرية.
وذكر الموقع أن الحادثة تزامنت مع الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة الجزائرية، ما جعلها أكثر حساسية في الوجدان الشعبي الجزائري، إذ اعتبرها كثيرون “إهانة رمزية” تستهدف روح نوفمبر ومعاني السيادة.
وتناول التقرير تصريحات عدد من الشخصيات الجزائرية، من بينها الوزير الأسبق محيي الدين عميمور، الذي قال: “عندما تبرز السَّقاطة في أقوى عبثها، لم يقدر على من يرفع العلم فراح ينتقم من القماش مستعينًا برمز سيده.”
كما نقل التقرير عن الصحفي قادة بن عمار وصفه لتصرف السفير المغربي بأنه “صبياني وغبي لا معنى له”، مضيفًا أن “الراية الجزائرية، ونحن في نوفمبر، أكبر من أن يسيء إليها أحد.”
أما الإعلامي حفيظ دراجي، فاعتبر أن ما قام به عمر هلال “تصرف عدواني صبياني حقير”، لكنه رأى في الوقت نفسه أن السفير “منح نفسه – من حيث لا يدري – لذة ملامسة علم دولة سيدة وشعب حر.”
وأشار تقرير أوراس إلى أن الواقعة تأتي في سياق توتر دبلوماسي متصاعد بين الجزائر والمغرب، في ظل استمرار القطيعة السياسية بين البلدين منذ 2021، رغم دعوات الرباط المتكررة لفتح حوار مباشر.
وختم التقرير بالإشارة إلى أن خطاب الملك محمد السادس الأخير، الذي دعا فيه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “حوار أخوي وصادق” لتجاوز الخلافات، بدا أنه لم يجد صداه حتى داخل الدبلوماسية المغربية نفسها، إذ سرعان ما تبخر مضمونه في سلوك مندوب الرباط لدى الأمم المتحدة، الذي اختار الردّ على الدعوة بفعل رمزي مناقض تمامًا لخطاب التهدئة.



















