أطلقت حملة دولية تهدف إلى استعادة حجر رشيد إلى مصر “Rosetta Stone”، معتبرة أن عودته تمثل خطوة رمزية لإصلاح الظلم التاريخي الذي طال التراث المصري نتيجة الاحتلالات الاستعمارية. وتبرز الحملة أن حجر رشيد ليس مجرد قطعة أثرية، بل رمز لهوية المصريين الثقافية والذاكرة التاريخية للأمة.
و تدعو حملة” استعادة حجر رشيد إلى مصر” كل من يؤمن بحق الشعوب في التراث غير القابل للتصرف إلى التوقيع والمشاركة في الضغط على المؤسسات المعنية، بهدف إعادة الحجر إلى موطنه الأصلي. وتشير المبادرة إلى أن استمرار وجود الحجر في المتحف البريطاني يذكّر بالعنف الاستعماري الثقافي الذي عانى منه الشعب المصري، وأن استعادته ستكون بمثابة تصحيح تاريخي ورسالة واضحة حول احترام حقوق الدول ذات السيادة في الحفاظ على تراثها.
تؤكد الحملة أن إعادة حجر رشيد لا تعني فقط عودة قطعة أثرية، بل استعادة لرمزية ثقافية تمثل التاريخ والهوية، ومساهمة في تعزيز الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي. من خلال التوقيع على العريضة، يمكن للجمهور أن يكون جزءًا من هذه المبادرة العالمية، وأن يدعم جهود إعادة الحجر إلى مكانه الشرعي في مصر، بما يعكس التزام المجتمع الدولي بالعدالة الثقافية واحترام حقوق الشعوب في تراثها.
للاشارة حجر رشيد (أو Rosetta Stone) هو قطعة أثرية هامة جدًا في التاريخ المصري القديم، لأنه ساعد العلماء على فك شفرة الكتابة الهيروغليفية، التي ظلت لغزًا لقرون. الحجر مصنوع من البازلت الأسود ويحتوي على نص واحد مكتوب بثلاثة خطوط مختلفة: الهيروغليفية المصرية، الديموطيقية، واليونانية القديمة. هذا التنوع في الكتابة سمح للباحثين، مثل العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، بترجمة النصوص الهيروغليفية وفهم اللغة المصرية القديمة.
أما عن نقله، فقد استولى الجيش البريطاني على حجر رشيد عام 1801 بعد هزيمة القوات الفرنسية في مصر خلال الحملة الفرنسية. تم تسليمه مع 16 قطعة أثرية أخرى إلى الجنرالات البريطانيين، ومن ثم نُقل إلى المتحف البريطاني في لندن حيث بقي معروضًا هناك حتى اليوم، ما أثار جدلًا كبيرًا حول حق مصر في استعادة تراثها الثقافي.
