في زمن يتسارع فيه التحوّل الرقمي وتتقاطع فيه التقنيات مع الإبداع، يبرز اسم أحمد حرود كأحد الوجوه العربية الشابة التي تمكّنت من توظيف التكنولوجيا لصناعة محتوى هادف يجمع بين التعليم والتوعية والترفيه الذكي.
من خلال مشروعه الرقمي “7arudy“، استطاع حرود أن يقدّم نموذجًا ملهِمًا لصانع المحتوى الذي لا يكتفي بنقل المعلومة، بل يسعى لتبسيط المعرفة التقنية وجعلها في متناول الجميع.
في هذا الحوار، يتحدث أحمد حرود لـ”الصحفي” عن بداياته، وتحديات رحلته، ورؤيته للجيل الرقمي العربي، وكيف يمكن لهذا الجيل أن يصنع اتحادًا جديدًا يتجاوز الجغرافيا والسياسة نحو فضاء رقمي عربي مشترك.
موقع الصحفي : كيف يعرّف أحمد حرود نفسه للجمهور الجزائري الذي ربما يعرف المحتوى الذي يقدّمه، لكن لا يعرف الشخص الذي يقف وراءه؟
أحمد حرود ببساطة شاب عربي بيحب التكنولوجيا والإبداع، وبيحاول يوظّف التقنيات الحديثة في بناء محتوى يفيد الناس مش بس ترفيهي، لكن كمان تعليمي وتوعوي.
“حرودي” مش مجرد اسم مشروع رقمي، هو انعكاس لطموحي الشخصي في نشر المعرفة التقنية والذكاء الاصطناعي بشكل مبسط ومتاح للجميع.
خلف الشاشة فيه إنسان عادي بيغلط وبيتعلم وبيحاول كل يوم يقدّم حاجة أحسن من اللي قبلها.
موقع الصحفي : كيف يعرّف أحمد حرود نفسه للجمهور الجزائري الذي ربما يعرف المحتوى الذي يقدّمه، لكن لا يعرف الشخص الذي يقف وراءه؟
أحمد حرود: أكبر تحدي كان البداية نفسها، لأنك دايمًا بتبدأ من لا شيء: لا جمهور، لا دعم، ولا تمويل. مجرد فكرة وحلم.
الصعوبة الحقيقية كانت في الحفاظ على الاستمرارية وسط ضغط الحياة اليومية، والتوازن بين الشغل والمحتوى، خصوصًا إن المجال التقني محتاج متابعة وتحديث دائم.
لكن الحمد لله، الإصرار هو اللي خلاني أكمل لحد النهارده.
موقع الصحفي : من خلال مبادرتكم “مِصر خضراء”، المستلهمة من التجربة الجزائرية في حماية البيئة وتمكين الشباب، هل لاقت المبادرة صدى إيجابي في مصر؟ وهل يمكن للجيل الرقمي العربي أن يبني جسور تعاون تتجاوز الخطابات الرسمية؟
أحمد حرود: فعلاً المبادرة لاقت صدى جميل جدًا، خصوصًا من الشباب اللي عنده وعي بيئي واهتمام بالقضايا المجتمعية.
“مِصر الخضراء” كانت تجربة بتجمع بين التقنية والبيئة، وده خلاها مختلفة شوية. أنا مؤمن إن الجيل الرقمي العربي هو أكتر جيل عنده فرصة حقيقية لكسر الحدود، لأن التواصل النهارده مش محتاج تأشيرة ولا تصريح رسمي محتاج فقط نية حقيقية للتعاون. الإنترنت هو جسرنا الجديد.
موقع الصحفي : من خلال تجربتكم الشخصية، هل يمكن للجيل الرقمي العربي أن يصنع اتحادًا حقيقيًا يتجاوز الحدود الجغرافية ليخلق فضاءً عربيًا رقميًا مشتركًا؟
أحمد حرود: أكيد ممكن، بس لازم نفهم إن الاتحاد ده مش هييجي من المؤسسات أو الحكومات، هييجي من الشباب اللي عنده نفس الطموحات ونفس الهموم.
لو بدأنا بمشاريع بسيطة بتجمع المبدعين من كل بلد عربي، هنقدر نبني مساحة رقمية فيها تبادل معرفة حقيقي ومشاعر انتماء مشتركة.
الفضاء الرقمي هو وطن جديد، وممكن يكون أول مكان عربي فعلاً متحد من غير حدود.
موقع الصحفي : رغم أن الشباب العربي يتحدث اللغة نفسها ويواجه التحديات ذاتها، إلا أن كل بلد يعيش في فقاعة رقمية خاصة… ما الذي يمنع هذا الجيل من التواصل كقوة واحدة؟
أحمد حرود: السبب الأساسي هو غياب المنصات اللي تجمعنا. كل بلد غربي مركز على مشاكله الداخلية، وكل جمهور بيتغذى على محتوى محلي أو سياسي بيزيد الفجوة بدل ما يقللها. كمان فيه شوية تحفّظ أو حساسية بين الشعوب العربية من بعض، واللي لازم نكسرها عن طريق المحتوى الإيجابي والتعاون في المشاريع المشتركة.
لما نبدأ نتكلم بصوت واحد، هنكتشف إننا أقرب لبعض من أي وقت فات.
موقع الصحفي : هل تعتقد أن الجيل الرقمي العربي يحتاج إلى مشروع مشترك ثقافي، معرفي، أو بيئي ليعيد اكتشاف شعوره بالانتماء الجمعي في الفضاء الرقمي؟
أحمد حرود: بالضبط، ده اللي ناقصنا. محتاجين مشروع جامع يخلينا نحس إننا جزء من حاجة أكبر من حدود بلدنا. ممكن يكون مشروع معرفي رقمي، منصة تعليمية عربية مفتوحة، أو حتى مبادرة بيئية بتجمع الشباب من كل الدول. المهم إن يكون فيه “قصة” واحدة نحكيها سوا كعرب.
التكنولوجيا موجودة، اللي ناقص هو الفكرة الجامعة.
موقع الصحفي : في الختام، ما رسالتك لمتابعيك في الجزائر؟
أحمد حرود: لكل الإخوة والأصدقاء في الجزائر 🇩🇿، أنا فخور جدًا بالاهتمام اللي بشوفه منكم، وبالطاقة الإيجابية اللي بتصدر من الشباب الجزائري.
أنتم مثال على العزيمة والوعي، وبتثبتوا كل يوم إن الجزائر كانت ولسه هتفضل أرض المبدعين.
أتمنى تجمعنا مشاريع قريبة، ونتعاون في بناء مستقبل رقمي عربي يليق بينا كلنا.
تحياتي من القلب


















