تطرق تقرير لموقع “أوراس” إلى تصاعد الأزمة في مالي نتيجة السياسات الانقلابية للمجلس العسكري، التي حولت البلاد في فترة وجيزة إلى بؤرة توتر تُهدّد استقرار المنطقة، مشيراً إلى تصاعد نفوذ جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وفرضها حصاراً على العاصمة باماكو أدى إلى شلل المدارس والمؤسسات الاقتصادية، ما يزيد من احتمالية سقوط المدينة في يد الإرهاب. وفي هذا السياق، طالبت فرنسا رعاياها بمغادرة مالي فوراً، وسط توقعات بمزيد من تدهور الوضع الأمني والسياسي.
الإمام ديكو.. هل ينهي الأزمة من الجزائر؟
انغلقت السلطة العسكرية الانقلابية في مالي على نفسها، وأقصت جميع الآراء المعارضة لها، فحلّت الأحزاب وهدّدت المعارضين، وألغت اتفاق السلام المنبثق عن مسار الجزائر، وانسحبت من مجموعة “إيكواس”، وطردت بعثة الأمم المتحدة (مينوسما)، ليتفرّد أسيمي غويتا بالحكم ويُعمّق أزمات الماليين الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
ومن بين الشخصيات التي تعرضت للتهديد، الإمام محمود ديكو، الذي يحظى بشعبية واسعة ويُعتبر رأيه مسموعاً بين الماليين، واضطر إلى مغادرة بلاده ليستقر في الجزائر، ما جعله غائباً عن المشهد السياسي الوطني في مالي.
و اشار تقرير اوراس أن أنصار الإمام محمود ديكو أصدروا بياناً، نشره الصحافي المالي عمر الأنصاري، طالبوا فيه بعودة ديكو إلى مالي “لإنقاذ البلاد من أزمتها”. وأوضح البيان أن الإمام ديكو يمثل أكثر شخصية مؤهلة لقيادة مرحلة انتقالية قائمة على الشرعية الأخلاقية والحكمة والحوار الشامل.
ويرى أنصار ديكو أن الوضع الأمني في مالي يوضح فشل الجيش في استعادة الاستقرار، وأن الفراغ السياسي والأخلاقي يتطلب عودة الإمام الملقب بـ”صانع الملوك”، باعتباره من القلائل الذين يحظون بثقة غالبية الماليين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والسياسية.
موقف الجزائر من الأزمة في مالي ؟
وقال التقرير أن الجزائر لعبت دوراً محورياً في دعم دول الساحل على مرّ السنوات، ورغم التصرفات الانقلابية في مالي، رفضت القطيعة مع جيرانها احتراماً لشعوب المنطقة. وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن بلاده لم تصل إلى مرحلة “اللا رجوع” مع أشقائها في الساحل، داعياً إلى الحفاظ على الوعي الجماعي وصون علاقات الجوار المبنية على الثقة والتاريخ المشترك.
وشدد تبون على أهمية التضامن والمساعدة المتبادلة في الأزمات، مع التأكيد على احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقال: “في حال طلبت دول الساحل المساعدة فسنقدمها لها، وإذا لم تفعل فنحن حدودنا محمية ولا يوجد أي مشكل.”
وفي ظل هذه التطورات، تبقى الجزائر ملتزمة بمبدأ عدم التدخل المباشر، مكتفية بمد يد العون لمن يطلبها، بينما يراقب المراقبون عن كثب مسار الأزمة في مالي واحتمالات عودة الإمام ديكو إلى المشهد الوطني كعامل محتمل لتخفيف التوتر واستعادة الاستقرار.



















