تُوّج الفيلم السوداني «ملكة القطن» للمخرجة سوزانا ميرغني بجائزة الإسكندر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل، في إنجاز غير مسبوق للسينما السودانية.
ويُعد فيلم «ملكة القطن» أول عمل روائي طويل تُصوّره مخرجة سودانية، حيث نال إعجاب لجنة التحكيم التي ضمّت شخصيات بارزة في عالم السينما، من بينها المصور الأمريكي فريدريك إلمز والكاتبة والمخرجة إليجانس براتون، التي قالت إن الفيلم “أبهرنا جميعًا من البداية إلى النهاية”.
وأشادت لجنة جائزة الإسكندر الذهبي بقدرة فيلم «ملكة القطن» على تذكير العالم، وسط الحروب والإبادات، بما يستحق الدفاع عنه من قيم إنسانية كالعائلة والمجتمع والحب.
يروي الفيلم قصة نفيسة، شابة سودانية تعيش في قرية على ضفاف النيل، تعمل في حقول القطن الخاصة بجدتها الملقبة بـ«ملكة القطن»، وهي شخصية أسطورية قاومت الاستعمار البريطاني وتمتلك موهبة استشراف المستقبل. تتبدّل حياة نفيسة حين يصل رجل أعمال ثري من لندن، لتبدأ صراعًا بين الحب والتقاليد والمصير المرسوم لها دون إرادتها.
الفيلم الذي عُرض لأول مرة في قسم أسبوع النقاد بمهرجان فينيسيا، أهدته ميرغني إلى السودان الذي يعيش حربًا أهلية مأساوية، وإلى طاقمها السوداني الذي صمد رغم ظروف النزوح والتشريد. وقالت لدى استلامها الجائزة: “أن نصنع فيلمًا في زمن الحرب، بممثلين نازحين يصورون في المنفى، ثم يُقدَّر هذا الجهد عالميًا، فذلك يمنحنا الأمل بأن الفن لا يموت”.
للإشارة يعتبر مهرجان سالونيك السينمائي الدولي (Thessaloniki International Film Festival) أحد أعرق وأهم حدث سينمائي في اليونان، وأحد أبرز المهرجانات في أوروبا الشرقية والبحر الأبيض المتوسط. تأسس عام 1960 في مدينة ثيسالونيكي (سالونيك)، ويُقام سنويًا في شهر نوفمبر، جامعًا بين عروض السينما المستقلة العالمية وأفلام المخرجين الجدد.
ويُعرف بتركيزه على الأصوات السينمائية الجديدة والتجارب الإبداعية من دول الجنوب والعالم العربي والبلقان، ويمنح جائزة الإسكندر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل في مسابقته الدولية، إلى جانب جوائز للإخراج، السيناريو، والتمثيل. كما يشمل أقسامًا موازية مثل أسبوع النقاد وبانوراما السينما اليونانية والسينما الوثائقية.
