في خطوة غير مسبوقة، عقدت اللجنة التنفيذية للحزب الشعبي الإسباني، أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، اجتماعًا رسميًا في مدينة مليلية الواقعة على الساحل الشمالي لإفريقيا، والخاضعة للسيادة الإسبانية. ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه في تاريخ الحزب، حيث لم يسبق أن اجتمعت القيادة الوطنية بكاملها في المدينة.
وحسب ما نقلته صحيفة El Faro de Melilla، فقد أكد السكرتير العام للحزب في مليلية، ميغيل مارين، أن انعقاد هذا الاجتماع في مليلية يعكس “قيمة سياسية ورمزية كبيرة”، ويأتي كرسالة دعم واضحة لسكان المدينة، مشددًا على “انتماء مليلية الواضح والراسخ إلى الفضاء الأوروبي”.
ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الإسباني نقاشًا محتدمًا حول موقع مدينتي سبتة ومليلية في السياسات الخارجية والأمنية، خاصة بعد التحول الذي أجرته حكومة بيدرو سانشيز في موقفها تجاه قضية الصحراء الغربية، وهو الموقف الذي انتقده الحزب الشعبي بشدة، معتبراً أنه يمس بمصالح إسبانيا الاستراتيجية في المنطقة.
ويرى مراقبون أن اختيار الحزب الشعبي مدينة مليلية لعقد اجتماع قيادته الوطنية لا يخلو من البعد الجيوسياسي، إذ يمثل رسالة رمزية لتأكيد “الطابع الأوروبي” للمدينتين المغربتين، في وقت تتصاعد فيه الدعوات من داخل الحزب لتعزيز حضورهما الاقتصادي والأمني والثقافي في إطار الاتحاد الأوروبي.
من جانب آخر، أكدت قيادات الحزب أن هذا اللقاء يدخل ضمن سلسلة من المبادرات الميدانية الرامية إلى “تعزيز التواصل المباشر مع المواطنين في المناطق الحدودية، وتقديم رؤية واضحة حول مستقبل السيادة والتنمية المحلية”.



















