تطرق مقال للباحث المصري ماهر فرغلي لآليات توسع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) في مناطق الساحل، مشيرًا إلى أنها لا تعتمد فقط على القوة العسكرية، بل على استراتيجيات مجتمعية وسياسية تمكنها من ترسيخ نفوذها بين مختلف المجموعات العرقية والقبائلية.
يوضح ماهر فرغلي أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) استطاعت تقديم نفسها كقوة تحمي مصالح القبائل، خاصة في مناطق الفولاني والطوارق، مع تقديم خدمات محدودة مثل التحكيم في النزاعات المحلية، وإدارة بعض الموارد الاقتصادية، بما في ذلك مناجم الذهب الصغيرة والمناطق الزراعية.
ويشير فرغلي أيضًا إلى أن الجماعة استغلت الفراغ الأمني والسياسي في شمال ووسط مالي، وكذلك في بوركينا فاسو والنيجر، لتوسيع مناطق سيطرتها، معتمدة على تنظيم هرمية قيادية واضحة، تبدأ من القيادة المركزية بقيادة إياد أغ غالي، مرورًا بالقادة الإقليميين، وصولًا إلى القادة المحليين في القرى والمناطق الصغيرة. هذا الهيكل سمح بتوزيع المهام بكفاءة، مع الحفاظ على التماسك الداخلي والتنسيق مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مما جعل الجماعة أكثر قدرة على مواجهة الهجمات العسكرية أو التحديات من جماعات متنافسة مثل داعش أو الجماعات المحلية الأخرى.
كما يشير الباحث إلى أن الجماعة قامت بـ إعادة هيكلة فكرية وإدارية بين عامي 2020 و2023، وذلك بعد الصراعات الداخلية مع إمارة الصحراء الكبرى، مما أتاح لها توحيد صفوفها وإخراج داعش من معاقلها، وتطوير نظام داخلي يوازن بين الاستقلال المحلي والتعاون المركزي، مما زاد من قدرتها على الحفاظ على مناطق نفوذها وتعزيز حواضنها.
في جانب آخر، يبرز الباحث أن الجماعة تستغل حدود الدول الهشة، مثل مناطق ليبتاكو–غورما، والمناطق الحدودية بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر، لاستخدامها كممرات للتمدد ولإقامة معاقل استراتيجية، مستغلة ضعف الدولة في هذه المناطق، وانتشار الفساد، ونقص الخدمات الأساسية، لفرض هيمنتها على السكان المحليين، أو إجبارهم على الانصياع من خلال التهديد أو الجذب الاجتماعي.
ويختم الباحث مقاله بالإشارة إلى أن مواجهة هذا التوسع تتطلب أكثر من مجرد القوة العسكرية، فهي بحاجة إلى استراتيجيات شاملة تشمل التنمية، بناء المؤسسات، وإشراك المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى التعاون الإقليمي والدولي لتفكيك شبكات التمويل وقطع طرق التسلل بين الدول الحدودية. كما يؤكد على أهمية التحليل الدقيق للبعد العرقي والقبلي في كل منطقة لضمان أن أي تدخل أمني أو تنموي لا يزيد من الاستقطاب ويقوي حواضن الجماعات المسلحة.



















