العفو عن بوعلام صنصال: خطوة إنسانية ودبلوماسية تثير اهتمام الصحافة العالمية

أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مؤخرًا عفوًا عن الكاتب الفرنسي‑الجزائري بوعلام صنصال، بعد أشهر من التوترات الدبلوماسية التي أثارتها قضيته، في خطوة وصفها محللون وصحافة عالمية بأنها إنسانية ذات أبعاد سياسية ودبلوماسية.

وكان صنصال قد صدر بحقه حكم بالسجن عشر سنوات بتهم تتعلق بـ”الإساءة إلى رموز الدولة”، في قضية أثارت جدلاً واسعًا بين الجزائر وفرنسا وأوروبا عمومًا.

و نقلت وكالات الأنباء، بما فيها رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، أن العفو جاء بعد طلب إنساني من الرئيس الألماني فرانك‑فالتر شتاينماير، الذي تدخل لتسهيل نقل الكاتب إلى ألمانيا لتلقي العلاج، حيث يعاني من مشاكل صحية خطيرة. ووُصف هذا التدخل بأنه كان مفتاحًا لإيجاد حل إنساني سريع للحالة، بعيدًا عن الانقسام السياسي.

اعتبرت الصحافة الأجنبية، بما فيها The National وL’Orient-Le Jour، أن العفو يمثل خطوة إيجابية على الصعيد الإنساني، لكنه في الوقت نفسه يعكس بعدًا دبلوماسيًا أوسع، إذ يأتي في سياق العلاقات المتوترة بين الجزائر وأوروبا، والتي تتعلق بقضايا عدة، منها حرية التعبير وتعاون الجزائر مع الشركاء الأوروبيين في مجالات الاقتصاد والهجرة والأمن.

وأكدت التغطيات أن العفو يسلط الضوء على الوضع الصحي الهش للكاتب، ما يجعل البعد الإنساني هو المحرك الرئيس وراء القرار، وليس بالضرورة تغيّرًا جذريًا في سياسة الدولة تجاه الحريات. ومع ذلك، اعتبرت عدة وسائل إعلام أن الخطوة قد تمهّد لتقارب دبلوماسي مؤقت بين الجزائر وفرنسا، خصوصًا بعد الجفاء في العلاقات خلال العامين الماضيين.

و رحّب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعفو، معبّرًا عن امتنانه للرئيس تبون وللجهود الألمانية، مؤكّدًا استعداد فرنسا لمواصلة الحوار مع الجزائر في ملفات عدة، بما في ذلك العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية. ونقلت وكالة CNews عن ماكرون قوله إن صنصال أصبح “حرًا وسيعود قريبًا”، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تُبرز أهمية الحوار واحترام الحقوق الإنسانية

Exit mobile version