و تطرق مقال لموقع “الجيري باتريوتيك” إلى إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال وأبعاده الدبلوماسية، مشيراً إلى أن القرار جاء ليؤكد سيادة الجزائر واستقلاليتها في اتخاذ قراراتها الوطنية دون خضوع للضغوط الفرنسية. وأكد المقال أن الجزائر أرسلت رسالة واضحة إلى باريس مفادها أن أي محاولات للضغط أو التوجيه لم تعد تجدي نفعاً، وأن سيادتها ليست قابلة للتفاوض.
فاجأ إطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال الدبلوماسية الفرنسية، مؤكداً مرة أخرى حدود السياسة الخارجية الفرنسية المليئة بالغرور والعمى ما بعد الاستعماري. فالجزائر، من خلال إطلاق سراحه في الوقت الذي اختارته، أرسلت رسالة واضحة: سيادتها غير قابلة للتفاوض، وباريس لم تعد تملك تأثيراً على قرارات الدولة الجزائرية.
وأشار المقال إلى أن فرنسا، بأسلوبها المتمثل في التصريحات المتكررة والضغوط الإعلامية، أظهرت محدودية نفوذها في المنطقة، حيث بدا واضحاً أن محاولاتها للتدخل في مسار الإفراج عن صنصال كانت بلا جدوى، وأن السلطات الجزائرية كانت تسير بخطوات مدروسة بعيداً عن أي تأثير خارجي.
كما أبرز المقال أن إطلاق سراح صنصال كان له بعد استراتيجي، إذ جاء تحت إشراف الشراكات الجزائرية مع دول أوروبية أخرى، مثل ألمانيا وإيطاليا، ما يعكس تحولاً في موازين القوى على المستوى الدبلوماسي الأوروبي المتوسطي، حيث بدأت الجزائر تعتمد على علاقات متوازنة تقوم على الاحترام المتبادل، وليس على النفوذ التاريخي أو القوالب الاستعمارية القديمة.
وأورد المقال أن هذه الخطوة الجزائرية تؤكد أن الزمن الذي كانت فيه فرنسا تفرض وصايتها قد ولى، وأن الجزائر، بفضل قوتها الاقتصادية والعسكرية وموقعها الجيوسياسي، باتت تفرض سيادتها وتتصرف كشريك متساوٍ في القضايا الدولية. وأوضح المقال أن هذا الحدث يرمز أيضاً إلى نهاية سياسة الابتزاز الدبلوماسي والعقوبات الرمزية التي كانت تمارسها باريس، وأن الجزائر لم تعد تكتفي بالتصريحات بل تحركت عملياً لتثبت موقفها المستقل.
واختتم المقال بأن إطلاق سراح صنصال يعكس قدرة الجزائر على حماية مصالحها الوطنية، ويؤكد أن السياسة الخارجية الفرنسية بحاجة إلى إعادة النظر والتكيف مع واقع جديد في منطقة المغرب العربي وأوروبا المتوسطية، حيث أصبحت الجزائر فاعلاً مستقلاً وذا وزن دبلوماسي حقيقي.
المصدر: لاجيري باتريوتيك


















