تطرق تقرير لموقع “الجيري باتريوتيك” إلى الشراكة الاقتصادية الاستراتيجية بين الجزائر والصين، مسلطاً الضوء على حجم الاستثمارات الصينية في القطاعات الحيوية مثل الطاقة، الصناعة، والبنية التحتية، وما تمثله هذه الاستثمارات من تعزيز للسيادة الاقتصادية للجزائر. وأكد التقرير أن التعاون بين البلدين لا يقتصر على ضخ رؤوس الأموال، بل يشمل نقل التكنولوجيا، تطوير الكوادر المحلية، وإقامة مشاريع مستدامة تمكّن الجزائر من بناء قاعدة صناعية متينة، قادرة على تلبية الطلب الداخلي والتصدير إلى الأسواق الإفريقية والمتوسطية.
أوضح التقرير أن التعاون الجزائري-الصيني يستند إلى مبدأ الشراكة المتكافئة والاعتماد المتبادل، بعيداً عن نماذج التبعية التقليدية، ويعكس نموذج الجنوب-الجنوب في التنمية. وذكر التقرير مشاريع الطاقة الكبرى، بما فيها اتفاقات الاستكشاف الغازي بين Sinopec وSonatrach، إضافة إلى المبادرات في الطاقة المتجددة مثل مشاريع الطاقة الشمسية في بيسكرة وأولاد جلال بقيادة PowerChina، لتعزيز التحول الطاقوي المستدام ووضع الجزائر في صدارة الدول الإفريقية في هذا المجال.
في القطاع الصناعي، أبرز التقرير أكثر من 40 مشروعاً مصنّعياً معتمداً بين 2023 و2025، خاصة في قطاعات السيارات والسكك الحديدية، مثل مصانع التجميع لشركتي Chery وJetour، وشراكة SNTF مع CRRC لتصنيع المعدات محلياً، ما يحول الجزائر من سوق استهلاكية إلى مركز صناعي متكامل.
كما سلط التقرير الضوء على دور الجزائر الاستراتيجي في سلسلة الإمداد الإقليمية عبر تطوير البنية التحتية للموانئ والسكك الحديدية، وربط جنوب البلاد بموانئ الشمال، ما يعزز مكانتها كمحور لوجستي بين المتوسط والساحل الإفريقي.
وختم التقرير بالتأكيد على أن هذه الشراكة تمثل فرصة تاريخية للجزائر لتعزيز سيادتها الاقتصادية، بينما تحقق الصين هدفها في ترسيخ نفوذها في إفريقيا، في نموذج تعاون دولي متوازن قائم على المصالح المشتركة والتنمية المستدامة.


















