تطرق مقال لعالمة المصريات (Egyptologist) مونيكا حنا إلى استمرار تراث مصر القديمة في الحياة اليومية للمصريين المعاصرين، مؤكدة أن مصر الحديثة لم تنقطع عن جذورها الحضارية كما يزعم البعض، بل حافظت على عناصره في الدين، الأساطير، الأعياد، الأماكن المقدسة، طقوس الموت، والسحر الشعبي. وقدمت الباحثة خمسة محاور رئيسية توضح هذه الاستمرارية:
أولاً: الآلهة القديمة التي تحولت إلى قديسين وأولياء. مثل إيزيس التي أصبحت السيدة مريم ثم السيدة زينب، وحورس الذي انعكس في شخصية مار جرجس. هذه الرموز حافظت على دورها كحامية للناس والخصوبة والشفاء، وهو ما يعكس استمرار الثقافة الروحية المصرية القديمة في الممارسات الدينية الحديثة.
ثانياً: الأساطير والأعياد، حيث تمثل شم النسيم استمرارية أسطورة أوزوريس والبعث، في حين أن الشجرة المقدسة (الجميزة) تعكس ارتباطاً دينياً وثقافياً مستمراً، كما في تقديس الأشجار عند أضرحة الأولياء.
ثالثاً: الموالد والأماكن المقدسة، التي حافظت على قدسيتها عبر آلاف السنين، مثل جامع أبو الحجاج في الأقصر الذي بني داخل معبد قديم، واستمرار استخدام المراكب الخشبية في الاحتفالات طقساً مستمراً من عيد الأوبت.
رابعاً: طقوس الموت والحداد، إذ تظل المراسم الجنائزية والزيارات للمقابر مشابهة للقديم، مع استخدام الرموز والممارسات نفسها تقريباً، ما يعكس استمرارية الاعتقاد بالاتصال بين الأحياء والأموات.
خامساً: المعتقدات الشعبية والسحر، مثل استخدام البركة، الاعتقاد بالجن والعفاريت، وممارسات النداهة والعين الشريرة، وهي امتداد مباشر لمفاهيم مصرية قديمة.
واختتمت الدكتورة حنا بالتأكيد على أن الحفاظ على التراث المعنوي الشعبي أمر بالغ الأهمية لمواجهة العولمة والأصولية الدينية، مشددة على أن هذا التراث هو الجسر الذي يربط المصريين بماضيهم، ويثبت أنهم أحفاد حضارة عظيمة ما زالت حية حتى اليوم.
المصدر: د. مونيكا حنا



















