تطرق تقرير لموقع الجيري باتريوتيك لملف عودة بوعلام صنصال إلى فرنسا وتداعياته الدبلوماسية مع الجزائر، مؤكداً أن هذه الخطوة جاءت بعد نقله أولاً إلى السفارة الفرنسية في ألمانيا، وهي المرحلة الأولى قبل عودته إلى الأراضي الفرنسية.
ورغم الطابع المتحفظ للعملية، إلا أن أبعادها الدبلوماسية واضحة، إذ يواجه الجانب الفرنسي تحدياً مباشراً يتعلق باحترام الشروط التي وضعتها السلطات الجزائرية قبل الإفراج عن هذا العميل، وهو ما لم تعد باريس قادرة على تجاهله.
ويشير التقرير إلى أن المسألة تتجاوز قضية صنصال الشخصية، لتصل إلى مصداقية فرنسا على المستوى الدبلوماسي، بعد سلسلة من التدابير المرتجلة في هذا الملف وغيرها، ما أثر على صورتها أمام شركائها.
وفي محاولة لاستعادة زمام المبادرة، شدد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو في مقابلة مع وسائل الإعلام على ضرورة استئناف حوار مبني على احترام السيادة الجزائرية، في إشارة واضحة لتصحيح الأخطاء السابقة.
كما أبرز التقرير أن الحكومة الفرنسية تبدي إرادة لاحتواء التجاوزات الكلامية التي أضرّت بالعلاقات مع الجزائر، في خطوة تهدف إلى استعادة ثقة هذا الشريك الاستراتيجي، الذي لم يتردد في تذكير فرنسا بمطالبه وإظهار صبره أمام المواقف المتوترة من جانب باريس. ويخلص التقرير إلى أن قضية صنصال تشكل بمثابة تذكير صارم بأن أي اختلال في التعامل مع الجزائر ينعكس فوراً على صورة الدولة الفرنسية، وأن الحفاظ على الثقة يتطلب الالتزام الصارم بالقواعد الدبلوماسية وتجنب التدابير المرتجلة أو التصريحات المتسرعة التي قد تؤدي إلى تصعيد التوتر.


















