تشهد مصر خطوة تاريخية في مسار برنامجها النووي السلمي، مع مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدًا الأربعاء عبر الفيديو كونفرانس في فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى في محطة الضبعة. ويأتي هذا الحدث بالتزامن مع الاحتفال السنوي الخامس للطاقة النووية في مصر، الذي يحيي توقيع الاتفاقية الحكومية بين القاهرة وموسكو لبناء وتشغيل المحطة.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، أن المشاركة المشتركة للرئيسين تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وتمثل امتدادًا لمشروعات كبرى بدأت منذ تشييد السد العالي في ستينيات القرن الماضي ووصلت إلى المشروع القومي لإنشاء محطة الضبعة النووية.
استكملت الفرق الهندسية المصرية والروسية التجهيزات الفنية داخل مبنى احتواء المفاعل، شملت تركيب حلقة الدعم، جملون الدعم، وجملون الدفع. وتجري حاليًا أعمال الفحص النهائي والاستعدادات اللوجستية لرفع وتنزيل وعاء الضغط باستخدام رافعة متخصصة بقدرة 2000 طن، لضمان إنزاله بدقة متناهية وفق المواصفات الفنية التي تضمن سلامته التشغيلية.
ويعد وعاء الضغط من أهم المكونات الحيوية في المحطة، إذ يحتوي على قلب المفاعل حيث تحدث سلسلة التفاعلات الانشطارية، وهو مصمم لتحمل ضغوط عالية ودرجات حرارة تتجاوز 300 درجة مئوية مع ضمان عدم تسرب المواد المشعة. وقد وصل الوعاء إلى ميناء الضبعة التخصصي في 21 أكتوبر 2025 بعد نقله من روسيا عبر سفن متخصصة ضمن عملية لوجستية دقيقة.
تضم محطة الضبعة النووية أربع وحدات بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، ليصل إجمالي الطاقة إلى 4800 ميجاوات، وتعتمد على تقنية مفاعلات الماء المضغوط من الجيل الثالث المطور (VVER-1200)، وهي من أحدث المفاعلات وأكثرها أمانًا في العالم.
وينفذ المشروع وفق عقود مبرمة في ديسمبر 2017، تلتزم روسيا بموجبها ببناء المحطة بالكامل، توريد الوقود النووي طوال عمرها التشغيلي (60 عامًا)، تدريب الكوادر المصرية ودعم التشغيل والصيانة خلال العقد الأول، وبناء مرافق لتخزين الوقود المستنفد بأمان.
يأتي هذا الإنجاز في إطار سعي مصر لتعزيز أمن الطاقة، تحقيق الاكتفاء الذاتي، والتحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة وفق رؤية 2030. وتمثل عملية تركيب وعاء الضغط أولى خطوات تشغيل الوحدة الأولى المتوقع بدءها عام 2028، ما يعد نقلة نوعية في تاريخ مصر الحديث، ورسالة واضحة لقدرتها على تنفيذ مشاريع تقنية متقدمة بمعايير عالمية.
المصدر: RT



















