يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم 20 نوفمبر 2025، جولة تشمل أربع دول إفريقية، تمتد حتى 24 نوفمبر، وتأتي في سياق مشاركته في قمة مجموعة العشرين وقمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي. وتشمل محطات الجولة موريشيوس، جنوب أفريقيا، الغابون وأنغولا.
وفي موريشيوس، يومي الخميس والجمعة، يركز ماكرون على تعزيز الشراكة مع الدولة المجاورة لإقليم لا رينيون الفرنسي في المحيط الهندي، وذلك في أول زيارة رسمية لرئيس دولة منذ 1993. وستتيح الزيارة متابعة مناورات مشتركة بين القوات المسلحة وخفر السواحل في ظل تصاعد أنشطة التهريب البحري والمخدرات والهجرة غير الشرعية.
وتتضمن الجولة مشاركة ماكرون في قمة مجموعة العشرين بجنوب أفريقيا، حيث سيجتمع مع نظيره سيريل رامافوزا، ويشارك في إطلاق مجلس أعمال فرنسي–جنوب أفريقي، كما يزور منتزه الحرية في بريتوريا، تكريمًا لمناضلي الحرية ضد الفصل العنصري.
وفي الغابون، يومي الأحد والإثنين، ستسلط الزيارة الضوء على استكمال المرحلة الانتقالية في البلاد، وتتيح تعزيز الشراكات الاقتصادية مع شركات فرنسية مثل إيراميه وسويز. واختتام الجولة سيكون في لواندا بالمشاركة في قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، في إطار جهود باريس لإعادة تموضع دبلوماسي استراتيجي.
ويأتي التركيز الفرنسي على التعامل المعاملاتي بدل الدور الأمني المباشر بعد تراجع الاعتماد على فرنسا في الشراكات الأمنية لصالح روسيا والصين وتركيا وإيران، وفق ما أكده تاريخ 40 زيارة رسمية بين 2017 و2025 إلى 26 دولة أفريقية.
وقد أطلق ماكرون خلال هذه الفترة مسار مراجعة تاريخية، شمل الاعتراف بمسؤوليات فرنسا عن جرائم ارتكبت خلال الاستعمار، وإعادة جماجم مقاومين جزائريين، وإعادة أعمال فنية أفريقية إلى بلدانها الأصلية، بينما بقيت بعض المبادرات محدودة التأثير، كما ظهر في قمة مونبلييه 2021.
ومن منظور اقتصادي، ستتيح الجولة تقييم التقدم في مبادرة غلوبال غيتواي 2021، التي تهدف لضخ استثمارات بقيمة 150 مليار يورو في مشاريع البنية التحتية والدفع بالرقمنة والطاقة والبيئة في الدول الشريكة.
ويرى المراقبون أن اختيار الدول الأربع في الجولة يعكس إعادة تموضع استراتيجي للدبلوماسية الفرنسية، بالتركيز على مناطق ذات أولوية جيوستراتيجية واقتصادية، بعيدًا عن نقاط الصدام السياسي التقليدية في الساحل والمغرب العربي، مع تعزيز الفرص الاقتصادية لشركات فرنسية في أفريقيا الناطقة بالإنجليزية والبرتغالية.
المصدر: أف ب



















