شهد العالم المالي خطوة غير مسبوقة، إذ نفذت الإمارات والصين أمس أول معاملة دفع باستخدام العملة الرقمية للبنك المركزي عبر منصة “جسر”، في خطوة تؤكد قدرة العملات الرقمية للبنوك المركزية (CBDC) على تسريع المدفوعات عبر الحدود وتوسيع نطاق الشمول المالي.
ووفقًا للمصادر الرسمية، استخدم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس إدارة المصرف المركزي الإماراتي، منصة “جسر” لإجراء التحويل الأول الرقمي العابر للحدود، بالتنسيق مع بنك الشعب الصيني.
ويأتي هذا الإنجاز ضمن مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المالي بين المصرف المركزي الإماراتي والبنك الصيني، بهدف ربط أنظمة الدفع الفورية في كلا البلدين وتسهيل تسوية المعاملات على مدار الساعة.
وتُظهر المعاملة أن العملات الرقمية للبنوك المركزية لم تعد تجربة محلية محدودة، بل بدأت تدخل شبكة المدفوعات العالمية، مع القدرة على خفض تكاليف التحويل، وتسريع التسويات، وتقليل الاعتماد على أنظمة التحويل التقليدية مثل SWIFT. كما يشير المشروع إلى إمكانية استخدام المنصة في التحويلات التجارية، ومنح الطلاب والمقيمين آليات دفع أسرع وأكثر شفافية.
واختبرت المنصة “جسر” بالفعل على نطاق تجريبي بين البنوك المشاركة، مع ربط نظام الدفع الرقمي الإماراتي (IPI) بالشبكة الصينية (IBPS)، ما يمثل نموذجًا يحتذى به لدول أخرى تبحث عن طرق لتعزيز المدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية.
ويُعد هذا الحدث علامة فارقة في الاقتصاد العالمي، إذ يعكس نهجًا جديدًا في التعاون المالي الدولي، حيث يمكن للعملات الرقمية للبنوك المركزية أن تتيح تسوية مباشرة وآمنة بين الدول، بعيدًا عن القيود التقليدية للبنية التحتية المصرفية. ويترقب مراقبون أن تمثل هذه التجربة نقطة انطلاق لمشاريع أكبر، تشمل مزيدًا من البنوك والدول، وتسهم في إعادة تشكيل نظم المدفوعات العالمية على المدى الطويل.
ويعتبر مراقبون أن نجاح تجربة الإمارات والصين سيؤثر على الأسواق المالية العالمية، ويضع ضغوطًا على الدول الأخرى لتسريع تطوير بنيتها التحتية الرقمية، بما في ذلك العمل على اعتماد العملات الرقمية في المدفوعات الدولية وتقليل الاعتماد على العملات التقليدية.



















