يكشف تقرير لمجلة بوليتيكو أن الاتحاد الأوروبي ما يزال غير قادر على تقديم نفسه بديلاً مقنعًا للدول الإفريقية في مواجهة النموذج الصيني الذي عزز حضوره في القارة عبر استثمارات ضخمة في البنى التحتية والموارد الطبيعية. ورغم أن أوروبا تعدّ من أكبر شركاء إفريقيا اقتصاديًا، إلا أن تأثيرها السياسي يبقى محدودًا.
ووفق التقرير، يعاني الاتحاد الأوروبي من غياب رؤية موحدة تجاه إفريقيا، وهو ما يجعل مبادراته غير متناسقة ويقلل من قدرتها على منافسة الصين. كما أن محاولات بروكسل الدفع نحو شراكات ثلاثية تجمع أوروبا والصين وإفريقيا تبدو غير واقعية، وسط اختلاف واضح في الأهداف والتوجهات بين الطرفين.
وتشير بوليتيكو إلى أن الصين نجحت في خلق نموذج شراكة جذاب للدول الإفريقية، قائم على سرعة التمويل ومرونة الشروط، في حين ما تزال البرامج الأوروبية محاطة بإجراءات طويلة وشروط سياسية تعتبرها بعض العواصم الإفريقية عائقًا أمام تنمية سريعة.
ويرى التقرير أن القارة الإفريقية نفسها تزيد من تعقيد المشهد، لأنها لا تتعامل كتكتل موحد، كما أن بعض الدول المنتجة للطاقة والمعادن تعتمد علاقات مفتوحة مع القوى الكبرى، بما فيها الصين وروسيا، وفق مصالحها المباشرة، ما يضعف فرص بروكسل في بناء نفوذ ثابت.
ويخلص تحليل بوليتيكو إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يفتقر إلى الموارد، بل إلى آليات فعلية لتحويل قوته الاقتصادية إلى نفوذ سياسي ودبلوماسي. كما يحتاج إلى استراتيجية واضحة وموحدة تجاه القارة إذا أراد الحفاظ على موقعه في سباق النفوذ العالمي.



















