يشهد سوق السيارات الكلاسيكية في الجزائر اهتمامًا متزايدًا من هواة الجمع وعشاق السيارات القديمة، رغم محدودية الإمكانيات وغياب البنية التحتية المناسبة لهذا القطاع.
وجسب بعض الخبراء يضم سوق السيارات الكلاسيكية في الجزائر سيارات عتيقة من علامات عالمية مثل رونو، بيجو، ومرسيدس الكلاسيكية، بالإضافة إلى بعض الطرازات الأمريكية النادرة التي تثير شغف الجمعيين .
كما يمثل نقص اليد العاملة الماهرة في صيانة وترميم السيارات القديمة أحد أبرز العقبات، حيث يفتقر السوق إلى فنيين متخصصين يمكنهم استعادة السيارات إلى حالتها الأصلية مع الحفاظ على قيمتها التاريخية، مما يجعل الاحتفاظ أو الاستثمار في هذه السيارات عملية صعبة ومعقدة.
في المقابل، يظل هناك اتجاه متصاعد نحو تأسيس النوادي والجمعيات الخاصة بالسيارات العتيقة في الولايات الكبرى مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة. هذه المبادرات توفر منصة لتبادل الخبرات، تنظيم معارض موسمية، وإقامة لقاءات لهواة السيارات، ما يسهم في رفع الوعي الثقافي حول قيمتها التاريخية والتجارية.
وتشير التحليلات إلى أن تطوير سوق السيارات الكلاسيكية يمكن أن يخلق إضافة اقتصادية ملحوظة. فإلى جانب استثمارات التجميع والصيانة، يمكن أن يولد السوق فرصًا سياحية من خلال تنظيم معارض ومهرجانات للسيارات العتيقة، إضافة إلى تشجيع القطاعات المرافقة مثل قطع الغيار المستوردة، التأمين المتخصص، والخدمات اللوجستية، مما يفتح أبوابًا جديدة للنمو الاقتصادي المحلي.
يشير تحليل السوق إلى أن نمو قطاع السيارات الكلاسيكية في الجزائر مرتبط مباشرة بدعم البنية القانونية والمؤسسية، من خلال تسهيل استيراد السيارات، تشجيع المعارض والمزادات، وتوفير قطع الغيار المتخصصة.
ومع ذلك، يتمتع سوق السيارات الكلاسيكية في الجزائر بهامش كبير للنمو، ما يتيح إمكانية خلق ثروة حقيقية وفتح فرص عمل متخصصة، خاصة في مجالات الصيانة، الترميم، التجارة، والخدمات اللوجستية المرتبطة بالسيارات القديمة، ما يجعله قطاعًا واعدًا للاستثمار على المدى المتوسط والطويل.



















