تشهد ولاية المغير بالجزائر جهودًا مكثفة لتطوير شعبة زراعة النخيل وتحسين جودة التمور المحلية ذات القيمة التسويقية العالية. وتبرز هذه الجهود من خلال توسيع المساحات المزروعة، وتعزيز وعي الفلاحين بأساليب الري والتسميد الحديثة ومكافحة أمراض النخيل، وفقًا للمديرية الولائية للمصالح الفلاحية.
كما يشمل المسعى تقديم التأطير التقني للفلاحين، وتثمين المنتوج عبر التحويل والتوضيب، إضافة إلى تعزيز التنظيم المهني وتطوير قنوات التسويق وتوسيع فرص التصدير. وفي هذا الإطار، تلعب جمعية “السفير” الفلاحية بالمغير دورًا رئيسيًا في التوعية والتكوين وتنظيم اللقاءات التقنية لنقل الخبرات وتحسين الممارسات الزراعية، حسب رئيسها وحيد بن مبروك.
و تتوقع مصالح ولاية المغير إنتاج حوالي مليوني قنطار من التمور خلال الموسم الجاري (2025/2026)، تتصدرها “دقلة نور” بـ1,32 مليون قنطار، تليها “الغرس” بـ300 ألف قنطار، ثم “الدقلة البيضاء” بـ265 ألف قنطار، متجاوزة إنتاج الموسم الماضي البالغ 1,8 مليون قنطار، ما يعكس ارتفاعًا في مردودية الشعبة.
و تركز جمعية “السفير” الفلاحية بالمغير على حماية الأصناف المحلية المهددة بالاندثار، مثل “ليتيمة” و”اللولو” و”العماري” و”تمسريط” و”طنطبوشت” و”التينيسين” و”بيض الحمام”، وتشجع الفلاحين على توسيع نطاق زراعتها. كما تعمل على إدخال أصناف جديدة واعدة مثل “المجهول” و”زقار مقار” و”البرحي”، مع توفير فسائل عالية الجودة خالية من الأمراض، لدعم تطوير الإنتاج المحلي.
وفي هذا السياق، تسهم محطة الأغفيان التابعة للمعهد التقني لتنمية الفلاحة الصحراوية في حماية الأصناف المهددة، حيث تضم 33 صنفًا من التمور، وتقدم استشارات وتُنظم أيامًا تقنية للفلاحين. وأكدت المهندسة رحيمة بلاكي أن أصناف “دقلة نور” و”الغرس” و”الدقلة البيضاء” تُعد الأغنى غذائيًا والأكثر طلبًا في الأسواق.
وتضم الولاية نحو 3 ملايين نخلة، منها 2,4 مليون مخصصة للإنتاج، ما يعكس تحول الشعبة تدريجيًا من الإنتاج التقليدي إلى صناعة غذائية قائمة على القيمة المضافة والانفتاح على الأسواق الخارجية. وتشمل الصناعات التحويلية للتمور منتجات مثل قهوة التمر وعسل التمر وسكر التمر، إلى جانب استغلال بقايا النخيل في صناعات مختلفة، ما يعزز القيمة الاقتصادية للنخلة.
ويعزز تطوير شعبة النخيل فرص العمل عبر تثمين المنتوج المحلي وتشجيع المقاولاتية الفلاحية والمؤسسات المصغرة، انسجامًا مع التوجه الوطني نحو الأمن الغذائي وتحقيق تنمية مستدامة.
