تستعد الجزائر مطلع الأسبوع المقبل لاستقبال المؤتمر الدولي حول جرائم الاستعمار في إفريقيا، وفق ما أعلن مدير متحف المجاهد، البروفيسور حسان مغدوري. ويأتي هذا الحدث في سياق تنفيذ مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون، التي صادقت عليها قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير الماضي، تحت شعار: “العدالة للأفارقة ولذوي الأصول الإفريقية عبر جبر الضرر”.
وقال مغدوري، في تصريح لبرنامج “ضيف الصباح” للقناة الإذاعية الأولى، إن مؤتمر ” جرائم الاستعمار في إفريقيا” يهدف إلى توحيد الرؤية بين دول الاتحاد الإفريقي لتشكيل جبهة مشتركة لمعالجة المظالم التاريخية والجرائم الاستعمارية، وتعزيز السيادة الإفريقية عبر استرجاع الأرشيف وحماية الذاكرة.
وأكد أن الجزائر بقيادة هذا الحراك تسير وفق مسارها التحرري التاريخي، مشيراً إلى دور البلاد في دعم حركات التحرر الإفريقية منذ استقلالها عام 1962، واستضافتها مؤتمر حركة عدم الانحياز عام 1973.
وأشار مدير المتحف إلى أن المؤتمر سيساهم في بلورة تعريف موحد قانونياً لجرائم الاستعمار، مع استعراض تجارب وطنية مختلفة لتعزيز التعاون الإفريقي في هذا المجال. وأضاف أن العديد من الجرائم الاستعمارية ظلت مجهولة أو طُمست، لكن الجزائر نجحت في استرجاع جزء كبير من أرشيفها، ما مكّنها من إنشاء شبكة متاحف لحفظ الذاكرة الوطنية.
كما تطرق مغدوري إلى قضايا أخرى تتعلق بالاستعمار، مثل التجارب النووية الفرنسية في رقان عام 1960، وعمليات نفي السكان إلى كاليدونيا الجديدة، مشدداً على أن هذه الانتهاكات أثّرت على أجيال كاملة من الشعوب الإفريقية.
واستعرض المؤرخ المراحل التاريخية للاستعمار الأوروبي في إفريقيا، من القرن السادس عشر مع الاكتشافات الجغرافية وتجارة العبيد، مروراً بالاستيطان الأوروبي في القرن التاسع عشر، وصولاً إلى سياسات الإبادة ونهب الثروات ومحاولات طمس الهوية الثقافية واللغوية، كما حدث في الجزائر.
وستتواصل أشغال المؤتمر على مدى يومين، لتوفير منصة للنقاش العلمي والقانوني حول جبر الضرر وتعزيز التضامن الإفريقي في مواجهة المظالم التاريخية.



















