أعلنت شركة إيرباص الأوروبية، اليوم الجمعة، عن استدعاء واسع يشمل نحو ستة آلاف طائرة من عائلة A320 لإجراء إصلاحات فورية على برمجيات أجهزة التحكم في الطيران، في خطوة تُعد من بين الأكبر في تاريخ الشركة الممتد لـ55 عامًا. ويؤثر الإجراء على أكثر من نصف الأسطول العالمي، في وقت صُنّف فيه هذا الطراز مؤخرًا كالأكثر تسليمًا عالميًا متجاوزًا بوينغ 737.
وتشير نشرة موجّهة لشركات الطيران، اطلعت عليها رويترز، إلى أن الإصلاح يقوم أساسًا على العودة إلى نسخة برمجيات سابقة، على أن تُنفّذ العملية قبل السماح للطائرات بالتحليق من جديد. ومن المتوقع أن تتسبب العملية في تأخيرات وإلغاءات خلال عطلة نهاية أسبوع تُعد من الأكثر ازدحامًا في الولايات المتحدة.
وتقول إيرباص إن الدافع وراء الإجراء يعود إلى حادث لطائرة A320 كشف أن أشعة الشمس قد تفسد بيانات حيوية في منظومة التحكم. وتشير مصادر في قطاع الطيران إلى أن الأمر مرتبط برحلة لشركة جيت بلو في 30 أكتوبر، شهدت فقدانًا حادًا في الارتفاع وإصابات بين الركاب، ما أدى إلى هبوط اضطراري في فلوريدا وفتح تحقيق من إدارة الطيران الاتحادية.
وأفادت شركات طيران بأن الإصلاحات ستفرض توقفًا قصيرًا للطائرات، بينها أمريكان إيرلاينز التي قالت إن 340 طائرة من بين أسطولها البالغ 480 ستحتاج إلى تحديث يستغرق نحو ساعتين للطائرة. وشركات أخرى مثل لوفتهانزا وإنديجو وإيزي جيت ستخرج عددًا من طائراتها مؤقتًا، بينما أكدت شركة أفيانكا أن الاستدعاء يمس 70% من أسطولها (نحو 100 طائرة)، ما سيؤدي إلى اضطراب كبير ودفعها لوقف بيع التذاكر حتى 8 ديسمبر.
ويُشغَّل عالميًا نحو 11300 طائرة من عائلة A320، وتشير مصادر الصناعة إلى أن أكثر من 1000 طائرة قد تحتاج أيضًا إلى تغيير أجهزة وليس برمجيات فقط، ما قد يُطيل مدة التوقّف.
وأصدرت وكالة سلامة الطيران الأوروبية توجيهًا طارئًا يلزم بتنفيذ الإصلاحات، بينما يُتوقع أن تتبعها إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية قريبًا. من جانبها، قالت شركة تاليس المصنّعة للكمبيوتر المعني إن الجهاز “يتوافق مع مواصفات إيرباص”، وإن الوظيفة المتأثرة تعتمد على برمجيات ليست من نطاق مسؤوليتها.
المصدر: رويترز
