أحيت مدينة معسكر اليوم السبت ذكرى المبايعة الأولى للأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، من خلال ندوة علمية وفكرية موسومة بـ”الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية… مجاهداً وأديباً وشاعراً”، تناولت الجوانب الفكرية والعلمية والعسكرية التي ميّزت شخصية القائد التاريخي.
وأكد الأستاذ بقدار الطاهر من جامعة “مصطفى اسطمبولي” لمعسكر أن شخصية الأمير عبد القادر كانت فريدة، إذ جمعت بين العلم الشرعي وأصول الفقه والتصوف والشعر واللغة العربية، إلى جانب قيادة الأمة والجيوش وإدارة الشؤون السياسية والعسكرية. وأضاف أن الأمير لم يكتفِ بالمقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي، بل ساهم أيضاً في نشر العلم من خلال بناء الكتاتيب والمدارس وزيادة النفقة لفائدة الطلبة والمعلمين.
من جانبه، أبرز الأستاذ ميصابيح العربي أن الأمير عبد القادر كان شاعرًا بارعًا استخدم الشعر لإيقاظ الضمائر الوطنية وتشجيع الجزائريين على مواصلة الكفاح، رغم انشغاله بمعارك امتدت 17 سنة ضد الاحتلال الفرنسي.
وأشار الأستاذ تقي الدين بوكعبر إلى نجاح الأمير في تأسيس جيش قوي حقق عدة انتصارات، أبرزها معركة “المقطع” سنة 1835، التي أجبرت قوات الاحتلال على التخلي عن مواقعها في غرب البلاد. كما لفت إلى غزارة الإنتاج الفكري والأدبي للأمير عبد القادر، الذي شمل الشعر والفلسفة والتصوف والآداب، ومن أبرز مؤلفاته: “ذكرى العاقل وتنبيه الغافل” و”المواقف”.
الندوة، التي نظمت بمبادرة من المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية “الدكتور يحيى بوعزيز” لمعسكر، حضرها أساتذة وباحثون من الجامعة ونخبة من الأدباء والشعراء المحليين، وشكّلت مناسبة لتسليط الضوء على إرث الأمير عبد القادر في بناء الدولة الجزائرية الحديثة ومقاومة الاستعمار.


















