تطرّق مقال لموقع “الجيريباتريوتيك” لآراء الدبلوماسي الجزائري السابق، الأخضر الإبراهيمي، حول وضعية دول المغرب العربي وعلاقاتها المتشابكة مع أوروبا. الإبراهيمي رفض التصنيفات المبسطة التي تقارن أداء المغرب مع تونس والجزائر، مشيرًا إلى أن المشاكل التي تواجه هذه الدول “جدية جدًا” سواء على الصعيد الداخلي أو في علاقاتها المتبادلة. وأوضح أن احتجاجات الشباب المغربي ضد تطبيع العلاقات مع إسرائيل تشير إلى تعقيد الواقع السياسي في المنطقة.
وأكد الدبلوماسي السابق، في حوار مع Web TV Global Africa Telesud، أن التوترات لم تعد محصورة في الإطار الإقليمي، بل أصبحت تعرقل العلاقات بين أوروبا ودول المغرب العربي، ما أدى إلى توقف السياسات الأورومتوسطية. رغم ابتعاده عن العمل العام، يواصل الإبراهيمي متابعة محاولات إعادة تنشيط المنطقة، مؤكدًا أن هناك من يعملون على “تزييت الآليات المعلقة” في كل بلد، معبّرًا عن أمله في نجاحهم.
وعند استعراض مسيرته الدبلوماسية الممتدة من جنوب إفريقيا إلى لبنان وأفغانستان والكونغو، اعترف الإبراهيمي بالنجاح المحدود في بعض الملفات والفشل في كثير منها، مستخلصًا دروسًا أساسية تتمثل في تفرد كل أزمة وضرورة التعامل معها بحسب خصوصياتها، مع التأكيد على أن الوسيط لا يحل محل الفاعلين بل يساعدهم على إيجاد حلولهم بأنفسهم.
وأشار المقال إلى تقدير زملائه للإبراهيمي بوصفه “دبلوماسيًا استثنائيًا، تتمتع حكمته وروحه الفكاهية بأهمية كبيرة في مواجهة الخطاب المبالغ فيه”، وهو ما قابله بابتسامة متواضعة. حول إمكانية توثيق خبراته في كتاب، لم يستبعد الإبراهيمي ذلك، لكنه لفت إلى أن “تاريخ الأمس لا يخدم بالضرورة تاريخ اليوم الأكثر تعقيدًا”، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه يمكن استخدامه كـ “دليل إرشادي”.
كما تناول الإبراهيمي مواضيع أخرى تتعلق بالسياسة العالمية، ومنها رفضه ربط فكرة alternance على النمط الغربي بضرورة اعتبارها النموذج الأمثل، مستشهدًا بتجربة سنغافورة التي قادها لي كوان يو بين 1959 و1990، والتي أصبحت بموجبها الدولة نموذجًا اقتصاديًا متقدمًا في آسيا.


















