يصل اليوم الأحد، البابا ليو بابا الفاتيكان إلى لبنان، في المحطة الثانية والأخيرة من جولته الخارجية الأولى كزعيم للكنيسة الكاثوليكية، بعد زيارة لأربع أيام في تركيا. ومن المتوقع أن يوجه البابا نداءً من أجل السلام في لبنان، البلد الذي يشهد تداعيات الصراع في غزة، ويشكل هدفاً متكرراً للغارات الإسرائيلية.
ومن المقرر أن تهبط طائرة البابا في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت الساعة 15:45 بالتوقيت المحلي، حيث سيلتقي مع الرئيس ورئيس الوزراء، ويلقي كلمة أمام القيادات الوطنية، وهي المرة الثانية التي يلقي فيها كلمة أمام حكومة أجنبية منذ توليه البابوية في مايو.
ويأتي زيارة البابا في وقت يواجه لبنان ضغوطاً متعددة، إذ يستضيف مليون لاجئ سوري وفلسطيني ويكابد للتعافي من أزمة اقتصادية مستمرة منذ سنوات. وقد أعرب قادة لبنانيون، بما في ذلك الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، عن أملهم في أن تسهم زيارة البابا في الحد من التصعيد العسكري الإسرائيلي. كما رحبت الطوائف المختلفة بالزيارة، معتبرة إياها “بارقة أمل” في ظل التحديات الراهنة، حسب تعبير الشيخ الدرزي سامي أبي المنى.
ويتضمن برنامج البابا ليو في لبنان زيارة خمس مدن وبلدات بين الأحد والثلاثاء، مع التركيز على فعاليات رمزية، تشمل الصلاة في موقع انفجار مرفأ بيروت عام 2020، الذي أودى بحياة 200 شخص وألحق خسائر بمليارات الدولارات، وقداساً في الهواء الطلق على الواجهة البحرية، وزيارة مستشفى للأمراض النفسية، وهو أحد المرافق القليلة من نوعها في البلاد.
ويُعرف عن البابا ليو حرصه على التواصل مع مختلف الأديان، فقد زار أمس مسجد السلطان أحمد في إسطنبول، وخلع حذاءه احتراماً للمكان دون أداء صلاة، في خطوة فاجأت مسؤولي الفاتيكان، لكنها تعكس أسلوبه الفريد في الحوار الديني.
وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام البابا بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، وسط تحذيره مؤخراً من أن مستقبل البشرية مهدد بسبب الصراعات الدموية المتعددة، ودعوته لنبذ العنف باسم الدين، وهو ما يعكس رسالة لبنان التي يرتقب المجتمع الدولي أن تكون محور التركيز خلال هذه الجولة.
المصدر: رويترز



















