يشهد تنظيم “ماك” الإرهابي خلال الأسابيع الأخيرة موجة انشقاقات غير مسبوقة، شملت قياديين وأعضاء بارزين في ما يسمى بـ”الحكومة المؤقتة لمنطقة القبائل”، بعد اتضاح تحوّل التنظيم إلى أداة تخدم أجندات مغربية وصهيونية تستهدف أمن الجزائر واستقرارها.
وجاءت الشهادات الجديدة عبر وثائقي بثه التلفزيون الجزائري بعنوان “التحرر من أغلال ماك الإرهابية”، حيث قدم منشقون عادوا إلى الجزائر في إطار مبادرة لم الشمل، روايات متقاطعة حول مخططات سرية وتمويلات خارجية تهدف لضرب القرارات السيادية للبلاد وإثارة الانقسام الداخلي عبر حملات إعلامية مضللة.
الوثائقي عرض بالأدلة كيفية استغلال أجهزة الأمن الخارجي المغربي للتنظيم، بما يشمل الدعم المالي واللوجستي. وكشف القيادي السابق زاهير بن أجعود أن من أبرز أسباب مغادرته للتنظيم سنة 2016 هو إعلان قيادة “ماك” خطة لإرسال عناصر للتدريب في الكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن رئيس الحركة فرحات مهني تحول إلى خطاب عنيف يدعو إلى الفوضى.
وأكد بن أجعود أن التنظيم يعيش تفككًا داخليًا وفسادًا ماليًا، في وقت تستغل قياداته الامتيازات في الخارج بينما تتشتت عائلات داخل منطقة القبائل بسبب خطاب التنظيم المتطرف. كما كشف تلاعب “ماك” بالرأي العام بادعاءات كاذبة عن “استقبالات دولية”، تبين لاحقًا أنها تمت عبر تسلل عناصره ضمن وفود مغربية.
وتقاطعت شهادات القياديين مع تصريحات سابقة لمنشقين آخرين، بينهم مصطفى عزيز وإيدير جودار، حول تمويلات ضخمة يتلقاها فرحات مهني من المخزن، تُقدّر بـ 250 ألف أورو شهريًا، إضافة إلى استثمارات باسم ابنه في فرنسا.
من جهته، أوضح محند بلوصيف، القيادي السابق في ما يسمى بـ”وزارة الأمن والإدارة” في التنظيم، أن انشقاقه سنة 2020 جاء بعد اكتشافه “مخططات واضحة تستهدف الإطاحة بالدولة الجزائرية”. وأشار إلى وجود موجة جديدة من الأعضاء على استعداد للعودة إلى البلاد بعد توفر تسهيلات رسمية للمنشقين عبر القنصليات الجزائرية في الخارج.
أما المنشق كمال معطوب، فذكر أن التنظيم كان يجند كل من يعاني مشاكل شخصية مع الدولة، بينما دعا نور الدين لعراب باقي المغرر بهم إلى الاستفادة من اليد الممدودة عبر إجراءات لم الشمل، معتبرًا أن قادة “ماك” يروّجون “خطابًا مضللًا لا يمت للديمقراطية بصلة”.
المصدر: واج


















