في عام 2001، لم يكن المخرج الفلسطيني كمال الجعفري يتصور أن رحلته في غزة للبحث عن صديق قديم، والتي وثقها بكاميرا صغيرة، ستتحول لاحقاً إلى فيلم وثائقي يؤرخ لحياة البشر قبل أن تمسّهم الحرب بشكل مأساوي.
الفيلم الوثائقي بعنوان “مع حسن في غزة” عُرض أمس الأحد في الدورة الثانية والعشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بعد جولات سابقة في مهرجانات لوكارنو وتورونتو والدوحة، وحصوله على عدة جوائز. ويستعرض الفيلم مشاهد من الحياة اليومية قبل اندلاع الحرب في القطاع، مسجلاً لحظات براءة الأطفال والكهول والباعة في الأسواق، في صور تمثل لوحات فنية متحركة.
ويحكي الجعفري عن رحلته قائلاً إنه كان يصور لقطات للمدينة والبحر مع أطفال، قبل أن يترك الكاميرا جانباً وينسى الموضوع لسنوات، مشيراً إلى موقف طفلة اعتقدت أن الكاميرا آلة تصوير فوتوغرافية عادية. وعند عودة الجعفري إلى غزة بعد اندلاع الحرب التي دمرت القطاع وأودت بحياة آلاف المدنيين، أدرك القيمة الفنية والرمزية للفيلم الذي لم يكن يهدف إلى صنعه أصلاً، بل كان مجرد محاولة للعثور على صديقه عبد الرحيم.
ويبرز الفيلم “مع حسن في غزة” جوانب إنسانية عميقة، مثل أسرة تعرضت لشظايا قذيفة، وأطفال يخافون النوم ليلاً، وسط مشاهد تعكس صمود السكان عبر رسومات على الجدران وكتابات تعكس حب الأرض. ويطرح الفيلم تساؤلات حول مصير الأشخاص الذين ظهروا فيه، وهل بقي منهم أحد بعد سنوات الحرب.
ويختم الجعفري تعليقاته على الفيلم بالقول: “علينا مواصلة عمل الأشياء، مواصلة الكتابة والحلم… يجب أن نواصل من أجل أن نوجد”، مؤكداً أن الفيلم وثيقة حيّة تخلّد حياة بسيطة تأرجحت بين السكينة والخوف.
المصدر: رويترز.
