أطلقت السلطات الجزائرية أشغال ترميم كاتدرائية القلب الأقدس “Cathédrale du Sacré-cœur d’Alger” الواقعة بأعلى شارع ديدوش مراد وسط العاصمة، في إطار برنامج يهدف إلى إعادة تأهيل المباني التاريخية والحفاظ على المعالم المعمارية القديمة. ويشمل المشروع معالجة الأجزاء المتضررة، تدعيم البنية، وترميم الواجهات بما يحافظ على الطابع الأصلي للمبنى الذي يعود إلى بدايات القرن العشرين. المصدر: رويترز
ويأتي هذا التدخل ضمن سلسلة عمليات إعادة ترميم تشرف عليها الجهات المختصة لمواقع تراثية متضررة عبر العاصمة، بعد تسجيل تدهور في وضع عدد من المنشآت القديمة. وتعد الكاتدرائية واحدة من أهم المباني الدينية المسيحية المتبقية في الجزائر، ما يمنح عملية ترميمها بعدًا ثقافيًا ورمزيًا بالإضافة إلى قيمتها العمرانية.
وتسعى الجهات المنفذة إلى إعادة فتح الموقع مستقبلاً للزوار والباحثين في التراث الحضري، في سياق جهود أوسع لتعزيز الجاذبية الثقافية لوسط العاصمة واستعادة رونقه التاريخي.
تقع كاتدرائية القلب الأقدس في أعلى شارع ديدوش مراد بالعاصمة الجزائر، وبدأت أعمال بنائها خلال الأربعينيات من القرن العشرين، تحديدًا سنة 1944، قبل أن يكتمل تشييدها سنة 1956. وقد صُممت الكاتدرائية بأسلوب معماري عصري يجمع بين الحداثة والوظائف الدينية التقليدية، مع استخدام الخرسانة المسلحة لتوفير استقرار طويل الأمد. وكان الهدف من إنشائها تلبية احتياجات الجالية المسيحية في الجزائر العاصمة، مع إبراز معلم حضري جديد يطغى على قلب المدينة من حيث الارتفاع والبروز البصري.
ومع استقلال الجزائر سنة 1962، تحولت الكاتدرائية إلى الكاتدرائية الرسمية للعاصمة، بعد تحويل كاتدرائية سانت فيليب القديمة إلى مسجد. ومنذ ذلك الحين، حافظت على مكانتها الدينية والثقافية، لتصبح رمزًا للتراث المسيحي في المدينة ووجهة للباحثين والزوار المهتمين بالتاريخ المعماري. كما عُرفت الكاتدرائية بتصميمها الفريد الذي يضم برجًا مركزيًا مرتفعًا وقبة مميزة، مما جعلها إحدى أبرز التحف المعمارية التي تمثل فترة انتقالية في العمارة الجزائرية خلال منتصف القرن العشرين.
