تطرّق تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية إلى الديناميكية الجديدة التي تعرفها منظومة الابتكار في البلاد، موضحًا أن تراكم هذه النجاحات لم يعد مجرد ظاهرة ظرفية، بل يعكس تحوّلًا هيكليًا في البيئة الريادية الجزائرية. وأشار التقرير إلى أن هذا الزخم يعزّز موقع الجزائر كفاعل صاعد في الاقتصاد الرقمي الإفريقي، ويمهّد لمرحلة أكثر نضجًا تقوم على تثمين الكفاءات الشابة، وتوجيه الاستثمارات نحو مشاريع ذات قيمة مضافة قادرة على المنافسة عالميًا.
و قال التقرير أن هذه الإنجازات لم تعد مجرد مشاركات ظرفية في تظاهرات دولية، بل باتت تعبيرًا واضحًا عن نضج المنظومة الريادية الوطنية. ويوضح التقرير أن سلسلة النجاحات المحققة في منتديات عالمية—من الولايات المتحدة إلى الصين وقطر وأوروبا—تعكس انتقال المؤسسات الناشئة الجزائرية من مرحلة التجربة إلى مرحلة المنافسة الفعلية في قطاعات حساسة، مثل الذكاء الاصطناعي، الزراعة الذكية، الطاقات النظيفة، والحلول البيئية.
ويشير التقرير كذلك إلى أن حصول الجزائر على جائزة “بطل السياسات المقاولاتية” خلال المنتدى العالمي للمقاولاتية بإنديانا جاء ليعزّز هذا التوجه، خصوصًا وأن المنافسة شملت أكثر من 50 دولة. ويرى التقرير أن هذا الاعتراف الدولي يرتبط مباشرة بالإصلاحات التي قامت بها السلطات العمومية عبر نموذج دعم أكثر مرونة وفعالية، يربط بين التمويل والمرافقة والبحث العلمي، إلى جانب تسريع وتيرة إنشاء صناديق استثمار موجّهة خصيصًا للمؤسسات الناشئة.
ويضيف التقرير أن القفزة من 200 مؤسسة ناشئة سنة 2019 إلى أكثر من 13.000 اليوم ستُعدّ، وفق خبراء دوليين، واحدة من أسرع التحولات في إفريقيا في مجال اقتصاد المعرفة. كما يبرز أهمية المشاريع المتوجة على المستوى العالمي، على غرار نظام الذكاء الاصطناعي لشركة “FARM AI”، والمشاريع الطلابية الفائزة في قمة موسكو، وحلول الزراعة العمودية لـ”Gardens of Babylon”، ومبادرات إعادة التدوير التي قادتها “Nrecycli”، معتبرًا أن هذه الأمثلة تُظهر قدرة الشباب الجزائري على التكيّف مع التوجهات التكنولوجية الكبرى عالميًا.
ويخلص تقرير وكالة الأنباء الجزائرية إلى أن هذا النسق التصاعدي يعكس رؤية وطنية تسعى إلى جعل الابتكار محركًا رئيسيًا للتنمية الاقتصادية، وإلى تمكين جيل جديد من رواد الأعمال من لعب دور محوري في الاقتصاد المحلي والإفريقي. كما يؤكد أن تثمين هذه المواهب وتوسيع حضورها الدولي سيجعل الجزائر في السنوات القادمة من بين أبرز البيئات الجاذبة للمشاريع المبتكرة في المنطقة.



















