تشهد مدينة مستغانم بالجزائر، في الفترة من 17 إلى 21 ديسمبر 2025، فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للشعر الملحون، الذي يعيد إحياء التراث الثقافي للمنطقة ويبرز البعد الاجتماعي للشاعر سيدي أخضر بن خلوف، من خلال ورشات قراءة، عروض فنية، وأنشطة تفاعلية تجمع بين الباحثين والجمهور المحلي لتعزيز حضور هذا الفن الشعبي في المشهد الثقافي الوطني.
و تحمل دورة 2025 للشعر الملحون الجزائري شعار ، “سيدي أخضر بن خلوف: التراث الثقافي والاجتماعي”، دلالة واضحة على الرغبة في إعادة قراءة دور الشاعر ليس فقط كإبداع شعري بل كفاعل اجتماعي ساهم في تشكيل منظومة القيم المحلية. ويشتمل برنامج المهرجان على ورشات نقاشية، قراءات شعرية، وفقرات فنية تتيح تفاعل الجيل الجديد مع الموروث الشعبي.
ويعد سيدي أخضر بن خلوف أحد أعلام الشعر الملحون في الجزائر، عاش في القرن السادس عشر الميلادي، وبرز بمزيج من التصوف والشعر والمقاومة للوجود الإسباني في السواحل، ما أكسبه لقب “الشيخ المجاهد”. ترك الشاعر إرثًا شعريًا واسع الانتشار في الذاكرة الشعبية، أبرزها قصائده الدينية مثل “يا ساكني البرابر”، وما زالت مقروءة ومسموعة في الجزائر والمغرب العربي حتى اليوم.
ويعكس المهرجان توجهًا مؤسساتيًا نحو تثمين التراث الثقافي اللامادي، وجمع البحث الأكاديمي مع النشاط الفني، في إطار سياسات وطنية تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية، ودعم الفن الشعبي الجزائري. وتظل زاوية سيدي لخضر بن خلوف، حيث دُفن، مقصدًا ثقافيًا وروحيًا، يعكس استمرارية حضور الملحون في الذاكرة الجماعية بعد أكثر من خمسة قرون.
