أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الأربعاء، طبق الكشري المصري ضمن قائمتها التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية، في خطوة تعزز جهود القاهرة لإبراز هويتها الثقافية في الخارج. ويأتي هذا الاعتراف بعد أسابيع قليلة من افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي تراهن عليه السلطات لإعادة تقديم التاريخ المصري بصورة أوسع وجذب المزيد من الزوار.
ويحظى الكشري بمكانة خاصة داخل مصر وخارجها، إذ أصبح تذوقه جزءًا من برنامج العديد من المسؤولين الأجانب خلال زيارتهم للقاهرة، باعتباره طبقًا يعكس الهوية الشعبية المصرية. ورغم أن إحدى الروايات ترجع جذوره إلى شمال الهند، فإن باحثين مصريين يؤكدون أن مكوناته مرت بمسار طويل من التبادل التجاري والهجرات والغزوات، إلى أن استقر شكله الحالي الذي تختلف تفاصيله من مدينة إلى أخرى.
ملف الترشيح المقدم لليونسكو أشار إلى التنوع الكبير في وصفات الكشري داخل البلاد؛ فالمناطق الساحلية تعتمد العدس الأصفر، بينما يستخدم العدس الأسود في القاهرة والصعيد، وتضيف بعض الأسر البيض المسلوق، فيما يشاع في سيناء طبق مشابه يُعرف باسم “المعدوس”. وتجمع هذه الأشكال المختلفة نكهة واحدة تقوم على خلطة الخل والثوم والصلصة الحارة.
ويذكّر إدراج الكشري في القائمة بأن الاعتراف يحمل طابعا رمزيا بالأساس، دون مكاسب اقتصادية مباشرة، وهو ما ينطبق على أطباق مدرجة سابقا مثل الكسكس في المغرب العربي والسيفيتشي في أمريكا الجنوبية. وزادت شعبية الكشري خلال القرن العشرين مع انتشار المطاعم وعربات البيع في الشوارع، كما ساهم خلوه من المنتجات الحيوانية في جعله خيارا أساسيا خلال فترات الصيام لدى الأقباط ولدى الشباب المتجهين للنظام النباتي.
ويُعد الكشري اليوم واحدًا من أبرز الأطباق التي يحرص الزوار على تجربتها، وفق ما يؤكده القائمون على مطعم “أبو طارق” في وسط القاهرة، الذين يرون أن الطبق أصبح جزءًا من التجربة الثقافية المصرية للزائر جنبًا إلى جنب مع الأهرامات والمتحف الكبير.
مصر كانت قد أدرجت سابقًا عناصر ثقافية أخرى ضمن قائمة التراث غير المادي، من بينها التحطيب والسيرة الهلالية والأراجوز والنسيج اليدوي، إضافة إلى عناصر مشتركة مثل السمسمية والخط العربي.
المصدرك رويترز


















