التدخل الإماراتي في فرنسا ؟ ميلونشون يرفع الستار عن شبكة تأثير سرية

في جلسة برلمانية حديثة، وجه زعيم حزب فرنسا الأبية، جان‑لوك ميلونشون، اتهامات صريحة بوجود تدخل خارجي إماراتي داخل المؤسسات الفرنسية، مشيرًا إلى استهداف النائب كارلوس بيلونغو بسبب مواقفه المناهضة للنفوذ الإماراتي.

بحسب ميلونشون، تعرض بيلونغو، الذي أعد تقريرًا حول تحضيرات COP28 في الإمارات، لمحاولات نفوذ استخباراتية داخل الإدارة الفرنسية بعد أن انتقد تولية مسؤول نفطي على رأس مؤتمر مناخي. هذا التحرك، وفق ميلونشون، لم يقتصر على الضغوط المباشرة، بل شمل أدوات تأثير إعلامية مموَّلة خارجيًا داخل البرلمان الفرنسي، مثل صحيفة وهمية مرتبطة بصندوق تمويل إماراتي.

وأضاف ميلونشون أن الهدف من هذه العمليات هو تشويه الإخوان المسلمين للضغط على قطر في سياق منافسة إقليمية، مؤكداً أن فرنسا أصبحت أرضًا لتصفية حسابات دولية عبر شبكات تأثير سرية.

ما كشفه ميلونشون يتقاطع بشكل واضح مع ما نشرته تسريبات Abu Dhabi Secrets، التي أظهرت استخدام الإمارات لشركات استخبارات وعلاقات عامة لتوجيه الرأي العام الأوروبي، واستهداف سياسيين وصحفيين بهدف التأثير على القرارات والسياسات المحلية.

في هذا السياق، يظهر كلام ميلونشون على أنه شهادة غير مسبوقة من قلب البرلمان الفرنسي، تؤكد أن النفوذ الخارجي لم يعد يقتصر على الإعلام أو اللوبيات، بل وصل إلى الأجهزة البرلمانية والإدارية الرسمية، مع ما يحمله ذلك من تهديد لمفهوم السيادة الوطنية الفرنسية.

يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن السلطات الفرنسية من فضح هذه الشبكات وحصر تأثيرها قبل أن تتحول التدخلات الأجنبية إلى قاعدة مستمرة للتأثير في السياسات الداخلية؟ أم أن فرنسا ستستمر في أن تكون مسرحًا للصراعات الإقليمية والدولية؟

Exit mobile version