تناول موقغ “الجيري باتريوتيك” أزمة تمر بها أسبوعية “لو بوان” LE POINT الفرنسية بعد نشرها، ثم تراجعها، عن خبر اعتقال الصحفي الجزائري مهدي غزار من قناة Al24 News. في البداية، نقلت الصحيفة الفرنسية الخبر بالاعتماد على شهادة الصحفي نفسها، ومصدر من الوكالة الرسمية APS.
لكن هذا المقال أثار ردود فعل قوية في باريس، مما دفع إدارة “لو بوان” LE POINT إلى تعديل المقال بشكل كامل بعد ساعات قليلة، لتؤكد أن الاعتقال لم يحدث وأن الخبر كان «اختلاقًا» من قبل الصحفي نفسه، وتم تداوله من طرف عدد محدود من وسائل الإعلام الجزائرية.
وكشفت مصادر مطلعة لموقع الجيري باتريوتيك أن إدارة LE POINT تلقت تحذيرات قوية من جهات خارجية، ذات تأثير على وسائل الإعلام الفرنسية العامة والخاصة. ووفق المصادر نفسها، فإن هذه الجهات تفرض إلى حد كبير خطًا سياسيًا موحدًا على الصحف والمحطات التلفزيونية في فرنسا، فيما يتعلق بقضايا مثل النزاع في أوكرانيا أو الأحداث في غزة. وقد دفع هذا التدخل إدارة لو بوينت لإعادة كتابة المقال على عجل، مدعية إجراء تحقق إضافي، ما أدى إلى نشر نسخة تنفي بالكامل المعلومات الأصلية، معتبرة النسخة الأولى «تضليلًا متعمدًا».
هذا التغيير المفاجئ أثار تساؤلات حول مصداقية الوسائل الإعلامية. كيف يمكن لصحيفة تدعي الجدية أن تنشر في صباح يومٍ ما خبراً، ثم تنفيه مساءً، مدعية أسباباً تبدو غير مقنعة؟ وكيف يمكن للوسائل الإعلامية قبول تناقض علني من دون الإشارة إلى أي تأثير خارجي؟ تشير المعطيات إلى أن تأثير الجهات الخارجية قد يكون السبب وراء هذه التناقضات، بما يهز خط تحرير الصحيفة.
أحد الصحفيين السابقين في لو بوينت، تحدث لموقع الجزائري باتريوتيك شريطة عدم الكشف عن هويته، مؤكداً أن الصحيفة تخضع منذ سنوات لمراقبة مراكز نفوذ تسعى لضبط محتواها وصورتها. وأضاف أن بعض المواضيع الحساسة توكل فقط إلى كتاب موثوقين، وأن إدارة الصحيفة تعدل النصوص لتتناسب مع مطالب شركاء سياسيين أو اقتصاديين. ويعتبر أن قضية مهدي غزار مجرد جزء ظاهر من «جب iceberg» أعمق.
ويخلص الصحفي السابق إلى أن امتثال وسائل الإعلام لتوجيهات خارجية يطمس الفرق بين الخبر الحقيقي والدعاية، ويجعل من الصعب على القارئ تقييم مصداقية الأخبار. ويشير إلى أن الإعلام الفرنسي السائد، رغم شعاراته حول الاستقلالية والدقة، يعمل عمليًا ضمن إطار مقيد من تأثيرات غير مرئية.
وفي هذا السياق، يترك المقال الصادر عن لو بوينت حول مهدي غزار انطباعاً عن صحافة فرنسية تكتب تحت تأثير ضغوط خارجية، وتُظهر محدودية حريتها في نقل الأخبار بحرية واستقلالية.
