حذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس من الانشغال بالخلافات السياسية الداخلية في وقت يشهد فيه النظام الدولي تحولات عميقة تمس موازين القوة العالمية، داعيًا إلى التركيز على القضايا الكبرى المرتبطة بمستقبل أوروبا وقيمها الأساسية.
وقال ميرتس، الذي يترأس الحزب المسيحي الديمقراطي الشريك الأكبر في الائتلاف الحاكم، خلال خطاب ألقاه أمام مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في مدينة ميونخ، إن السياسيين لن يُحاسَبوا مستقبلًا على تفاصيل داخلية محدودة، بل على مدى إسهامهم في حماية القيم الجوهرية لأوروبا.
وأضاف أن الأجيال المقبلة “لن تسأل عمّا إذا كنا قد مددنا خط حماية نظام التقاعد لسنة أقل أو أكثر، بل عمّا قدمناه للحفاظ على الحرية والسلام والمجتمع المنفتح واقتصاد السوق في قلب أوروبا”، مشددًا على أن هذه القيم، إلى جانب الديمقراطية، باتت مهددة في المرحلة الراهنة.
وأشار المستشار الألماني إلى أن حجم التحولات الجارية لن يتضح بشكل كامل إلا بعد سنوات، معتبرًا أنها لا تندرج ضمن تقلبات سياسية أو اقتصادية عابرة، بل تمثل “تحولًا شبه تكتوني في مراكز القوة السياسية والاقتصادية على المستوى العالمي”، مؤكدًا أن ألمانيا وأوروبا تقفان في صلب هذه التحولات.
ورغم عدم تطرقه بشكل مباشر إلى المفاوضات المتعلقة بإنهاء النزاع الروسي الأوكراني، جاء خطاب ميرتس في سياق دولي متوتر يتسم بإعادة رسم الأولويات الاستراتيجية العالمية.
المصدر: وسائل إعلام ألمانية
