يواصل المخرج الجزائري الشاب إلياس بوخموشة ترسيخ حضوره في مشهد السينما الرقمية من خلال فيلمه “Between”، الذي يقدّمه للجمهور يوم 18 ديسمبر بولاية سطيف، ويوم 19 ديسمبر بالمعهد الوطني للفنون السمعية البصرية بالعاصمة، على هامش فعاليات مهرجان الفيلم الاحترافي 2025 (ASIFF)، المنظم افتراضيًا بين 18 و21 ديسمبر.
ويأتي عرض فيلم “Between” ضمن دورة افتراضية كاملة، تتيح مشاركة واسعة لصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم دون قيود السفر أو التكاليف، حيث تُقام العروض والندوات وورش العمل عبر الإنترنت، بما يعزز التفاعل المباشر بين المبدعين والجمهور، ويكرّس توجه المهرجان نحو دمقرطة صناعة السينما. ويمثل فيلم “Between” تجربة بصرية وتأملية اعتمد فيها بوخموشة على الهاتف الذكي كأداة تصوير، لتوثيق مشاهد عفوية عاشها خلال تجواله في شوارع كندا. ويقارب العمل المساحات الفاصلة بين الواقع والإدراك، مسلطًا الضوء على التناقض الصارخ بين مظاهر الثراء والحداثة، ووجوه إنسانية منسية تعيش في الهامش.
و يقول المخرج : «لم يكن فيلم BETWEEN مُقدّرًا له أن يُنجز، ومع ذلك أصبح حتميًا. لم تكن لدي كاميرا ولا فريق عمل، فقط هاتف وحاجة مُلحّة لرواية قصة. أثناء تجوالي في شوارع كندا، صدمتني مفارقة لافتة: ثراء وحداثة من جهة، ووجوه منسية تعيش المعاناة من جهة أخرى».
وعن رمزية المكان، يؤكد بوخموشة: ” الفيلم لا ينتمي إلى جغرافيا بعينها، بل ينفتح على أفق إنساني شامل، موضحًا أن “Between” ليس عن كندا فقط، بل عن كل مكان تتكرّر فيه أنماط التهميش، وعن الفجوة بين الامتياز والاضطهاد، وبين ما نراه وما نختار تجاهله”
الفيلم حسب المخرج الياس بوخموشة: “يعتبر تحوّلا تدريجيًا إلى رحلة تأملية في تكرار التاريخ، تربط بين مآسي الماضي والحاضر، من معاناة أطفال السكان الأصليين في كندا إلى المأساة المستمرة في فلسطين، معتبرًا أن العمل يتجاوز الإطار الجغرافي ليطرح أسئلة إنسانية كونية” وتعكس مشاركة الفيلم في ASIFF 2025 مؤشرات إيجابية على قدرة الجيل الجديد من السينمائيين الجزائريين على إعادة تعريف هويتهم السينمائية، بعيدًا عن الإنتاج المكلف، والانخراط في التحولات التي تشهدها السينما الرقمية عالميًا، حيث تفرض بساطة الوسيلة وجرأة الفكرة نفسها كخيار إبداعي بديل ومستقبلي.


















