احتضنت ولاية تلمسان أمس الثلاثاء ملتقى وطنيًا خُصص لشخصية المجاهد والرئيس الراحل أحمد بن بلة، في محطة علمية وتاريخية أعادت تسليط الضوء على أحد أبرز رموز الحركة الوطنية والثورة التحريرية، ودوره المحوري في مسار الكفاح من أجل الاستقلال. ويأتي هذا الملتقى في سياق وطني يتزايد فيه الاهتمام بذاكرة الثورة ورموزها، باعتبارها ركيزة أساسية لترسيخ الوعي التاريخي ومواجهة تحديات الحاضر برصيد الماضي.
وتضمن ملتقى “أحمد بن بلة”، الذي احتضنه المتحف الجهوي للمجاهد بتلمسان تحت شعار “الجزائر في ظل التحديات العالمية… تجليات الثورة التحريرية”، مداخلات أكاديمية تناولت دور أحمد بن بلة في دعم الثورة بالسلاح، ومواقفه من حركات التحرر الإفريقية، إلى جانب عرض شريط وثائقي بعنوان “بن بلة الزعيم”.
و خلال إشرافه على افتتاح الملتقى أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، عبد المالك تاشريفت، ، بخصال المجاهد والرئيس الراحل أحمد بن بلة، معتبرًا إياه أحد أعمدة الحركة الوطنية، وصاحب دور محوري في الإعداد العملياتي للثورة التحريرية المجيدة.
و أكد تاشريفت أن وعي بن بلة تشكل مبكرًا بحتمية التحرر والاستقلال، ما جعله ينخرط بفعالية في التحضير العملي للثورة، خاصة من خلال مساهمته البارزة في تأمين السلاح وإدخاله إلى التراب الوطني.
وأوضح تاشريفت أن هذه الجهود جعلت من أحمد بن بلة أحد الأعمدة الرئيسية لشبكات إمداد الثورة بالوسائل الضرورية لمواجهة الاستعمار، مضيفًا أن مرحلة الاستقلال شكّلت محطة مضيئة في مسيرته، ومرحلة جديدة واصل فيها نضاله بروح المسؤولية نفسها، لا سيما بعد انتخابه رئيسًا للجمهورية، حيث واجه تحديات إعادة بناء مجتمع أنهكته سياسات الاستعمار، واتخذ مواقف واضحة تجاه القضايا الإفريقية وحركات التحرر.
وأشار الوزير إلى أن تنظيم هذا الملتقى يندرج في إطار العناية الخاصة التي يوليها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لمسألة كتابة التاريخ وتلقينه للأجيال، وتكريم رموز الثورة بما يعزز الوعي التاريخي ويحمي الذاكرة الوطنية من التهميش أو النسيان.
وأكد أن كتابة التاريخ الوطني وحفظ التراث التاريخي والثقافي باتا من أولويات الدولة، من خلال برامج ونشاطات متعددة، وتوفير الوسائل الكفيلة بضمان انتقال المعرفة التاريخية بين الأجيال، معتبرًا أن العناية بالذاكرة تمثل رهانًا استراتيجيًا دائمًا للأمم.
وشدد تاشريفت في ختام كلمته على أن المؤرخين والباحثين الجزائريين يتحملون مسؤولية خاصة في توثيق بطولات الشعب الجزائري والتنقيب العلمي عن الحقائق التاريخية، باعتبار التاريخ مصدر وحدة الأمة واعتزازها بذاتها.


















